اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني الجزء : 1 صفحة : 327
والمسلمين الوافدين من جهة أخرى، يعمل العاقلون من الطرفين على الحد منه.
وبصفة عامة، لا يُتوقع أن يكون للجماعات الإسلامية الوافدة تأثير كبير على مسار الانبعاث الإسلامي الأندلسي، وسيقتصر تأثيرها على جماعات الوافدين فقط. ولا تختلف هذه الجمعيات الإسلامية عن مثيلاتها بين التجمعات الإسلامية الوافدة في غرب أوروبا.
وجاء الانبعاث الإسلامي في الأندلس عن غير طريق الوافدين. وسنرى في الفصول التالية الخطوات الأولى للانبعاث الإسلامي في الأندلس وفي باقي المناطق الإسبانية، ونتابع نشأتها. كما سندرس التيارات العاملة في هذا الانبعاث الإسلامي، وتحديد التيارات ذات الجذور العريقة في الأندلس.
10/ 2 - الطريقة الدرقاوية في غرناطة:
احتفظ عدد كبير من أهل الأندلس بدينهم الإسلامي سرًّا وبعد سنة 1960 م، تجرأ بعضهم على إعلان إسلامه عند هجرته إلى المغرب، أو حتى في الأرض الإسبانية نفسها، كالمحامي خليل بن أمية الذي كان يعيش في مجريط، وغيره كثير ممن ليست له شهرته. ومنهم من هاجر إلى خارج الأندلس كالمسلم الغرناطي الذي التقيت به في كوبنهاكن (الدانمارك) في 5/ 11 / 1973 م. وقد ولد ونشأ في برشلونة وأسلم سنة 1969 م في باكستان، وتزوج بمسلمة سويدية، ثم هاجر إلى الدانمارك حيث ساهم في تأسيس جمعية إسلامية، ثم إلى لوس أنجليس (كالفورنيا) بالولايات المتحدة الأمريكية حيث يقيم اليوم (1990 م). ولما سألته حينذاك عن سبب إسلامه، أجاب: "كنت طفلاً صغيرًا عند احتضار جدتي فجذبتني إليها وهمست في أذني قائلة: "إن الدين النصراني ليس ديننا وليس هو الدين الحق، عندما تكبر حاول أن تعرف دينك". فلما كبرت درست تاريخ إسبانيا وفهمت قصد جدتي، فتعلمت الدين الإسلامي واقتنعت به، وأعلنت إسلامي في باكستان حيث أمضيت سنتين لأتقن تعليمي". وهكذا أسلم عدد كبير من الأندلسيين، منهم من مكث بإسبانيا ومنهم من هاجر منها، كل واحد منهم أسلم لنفسه دون أن يفكر في تنظيم جماعة إسلامية في الأندلس.
وكانت مدينة مكناس بالمغرب منبع التنظيم الأندلسي الأول بطريقة غير مباشرة.
فقد فتح هناك قبل ربع قرن الشيخ ابن الحبيب، شيخ الطريقة الدرقاوية بمكناس، زاويته لعدد من الأوروبيين الذين انجذبوا للإسلام، منهم رجل اسكوتلاندي اسمه "يان
اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني الجزء : 1 صفحة : 327