اسم الکتاب : تاريخ الزواوة المؤلف : الزواوي، أبو يعلى الجزء : 1 صفحة : 140
حوصرنا خندقا فاستحسن ذلك صلى الله عليه وسلم فحفر بيده الكريمة وكسر الحجر بالمعول ولم يقل هذا عمل فارس عبدة النار وكذلك أشير عليه صلى الله عليه وسلم ليتخذ خاتما ولم يقل هذا عمل العجم كما ابتلينا نحن في هذا العصر في خصوص هذا القطر السيئ الحظ كلما أخذ أحد بعمل ما إصلاحي ضروري وكان ذلك العمل تعاطاه اليهود والنصارى نقموا منه وتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم والحال أنا نرى الأعمال الجليلة الصالحة النافعة كلها اتخذها جيراننا اليهود والنصارى فعلى هذا لا يبقى لنا إلا أن نشد الوثاق على أيدينا ونتهم عقولنا ونعقل أرجلنا فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ويا للغفلة والغرور عجبا ثم عجبا بمن يبلغ به الجهل والغرور والعمى أو التعصب الممقوت إلى هذا الحد وينكر فنونا ومعارف وعلوما ونظامات في المدارس وسائر الأعمال في جميع الإدارات وتراتيب في الأمور الاجتماعية يراها الأعمى ويسمع بما الأصم ويحس بها الجماد فلا أقسم برب المشارق والمغارب أنه لو كان صلى الله عليه وسلم حيا لأشار علينا بكثير من تلك الأشغال والمصالح النافعة في جميع الشؤون الاجتماعية لما تمخضت بها أوروبا ومخض رجالها فأخرجوها من العدم إلى الوجود وخصوما نظام المدارس والأسلحة والأدوات والآلات والتجارة والصناعة والزراعة وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم يستعرض الشبان ويجيز ويترك فاستعرض ذات يوم شابين فأجاز أحدهما وترك الآخر فقال الصبي بل الشاب الذي تركه لم لم تقبلني يا رسول الله؟ أتأذن لي أن أصارع صاحبي الذي أجزته؟ فأذن له صلى الله عليه وسلم فصارعه فصرعه فأجازه وثبت أنه ألزم الأسارى تعليم أبناء
اسم الکتاب : تاريخ الزواوة المؤلف : الزواوي، أبو يعلى الجزء : 1 صفحة : 140