اسم الکتاب : تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة المؤلف : عبد العزيز صالح الجزء : 1 صفحة : 129
كان نفوذًا تجاريًا فقط. قام على أساس استيراد المواد الأولية التي ذكرناها وبعض منتجات بخور منطقة ظفار. وما يتجمع من منتجات الهند وجزر المحيط الهندي على سواحل الخليج العربي لتصريفه في أسواق العراق.
وزادت النصوص الآشورية فأشارت في القرن الثامن ق. م إلى أريبيي مطلع الشمس وعنت بهم أعراب الشروق قرب الخليج العربي.
وأخذت بعض الجاليات الفينيقية تتوافد على هذه المناطق الساحلية خلال العصر الفارسي، ومارست نشاطها التجاري فيها وفي البحار القريبة منها. ونقلت إليها بعض عناصر حضارتها. ثم ازدادت أعداد التجار الفينيقيين وتأثيراتهم واختلاطهم بالسكان المحليين في العصر الهيلينستي وهو ما يخرج عن دائرة المصادر المسمارية. وقد شهدت به تسمية جبيل لإحدى مدن المنطقة الشرقية.
ثانيًا: من نتائج الكشوف الأثرية الحديثة:
ارتبطت أغلب الاكتشافات الأثرية في سواحل الخليج العربي وجزره مؤخرًا بجهود بعثة دانمركية لآثار ما قبل التاريخ، وما تبعها من بعثات أخرى.
أ) في البحرين: استهلت هذه البعثة عملها في عام 1953 في مناطق الظران وأدوات ما قبل التاريخ الحجرية على جبل الدخان والمنطقة الصحراوية في البحرين وامتدت منها إلى غيرها من مواطن الدهور الحجرية بها. ثم اتسعت مجالات بحثها فالتفتت إلى رجم المقابر التي بلغ من كثرتها أن بدت في هيئة الغرود الطبيعية في الصحراء. وقد قدر عددها بنحو مائة ألف وتنوعت بين كبيرة وصغيرة، ومخروطية ومستطيلة. وتفاوت متوسط ارتفاعات المقابر ذات القواعد الدائرية بين المتر وبين الستة أمتار، بل وارتفع أكبرها إلى 12 مترًا وبلغ قطر قاعدته 17 مترًا. وأحاط ببعضها سور دائري. وذلك إلى جانب مقابر أخرى صغيرة دفن أصحابها في جرار من الفخار.
وتنقلت أعمال الكشف الأثري إلى حيث تتبعت شواهد العمران القديم في العواصم الأولى التي نسبت إلى عهود متفاوتة يحتمل أن أقدمها عاصر الحضارة السومرية، وعاصر بعضها العصر الآشوري الحديث والعصر البابلي الأخير، كما عاصر أحدثها الحضارة السليوكية الهيلنستية والحضارة البارثية، مع انقطاع عمرانها في فترات أخرى بعوامل مختلفة. وتمثلت أهم مكتشفات البعثة في أطلال معابد باربار بمستوياتها الثلاث المتعاقبة وبعض عناصرها الباقية الأمر الذي شجع على تسمية أهم الفترات الحضارية بجزيرة البحرين باسم حضارة باربار.
اسم الکتاب : تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة المؤلف : عبد العزيز صالح الجزء : 1 صفحة : 129