responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 128
وجد بها من الآثار يرجع إلي أيامه وماتلاه. وتقع أطلال تيماء القديمة هذه في جنوب الواحة الحالية. وكان يحيط بها سور يتراوح سمكه بين175 وبين320 من الأمتار ويبلغ ارتفاعه نحو ثلاثة أمتار. أما امتداده فقد قدره دوتي بنحو ثلاثة أميال، بينما قدره سافينياك وجوسن بثلاثة كيلو مترات فقط. مما يعني أن المنطقة لا تزال تتطلب دراسة واسعة للكشف عن حقائق ماضيها، لاسيما وأنه كشف فيها بالفعل وعن طريق المصادفات ثم البحوث المحدودة بقايا قليلة من معابدها ومقابرها ونصبها الدينية. وهذه يحمل أقدمها تأثيرات عراقية ومصرية وفارسية، ويحمل أحدثها تأثيرات نبطية ورومانية نظرًا لكثرة اتصالاتها الخارجية القديمة وبحكم موقعها التجاري المتوسط. وذلك إلى جانب الخصائص المحلية التي ظهرت في أسماء معبوداتها القديمة.
د) الأطراف الشرقية:
توافر للأطراف الشرقية من شبه الجزيرة العربية نصيب قليل مما أتت به المصادر المسمارية ولكنه على قلته لا يعدم ما يؤيده من الكشوف الأثرية الحديثة التي سنتناول نتائجها في صفحات تالية. وعرفت أهم هذه الأطراف في النصوص المسمارية بأسماء دلمون وماجان وملوخا. ولأمر ما اعتبرت الأساطير السومرية دلمون جنة استقر السومريون زمنًا بها قبل أن يدخلوا أرض العراق.
وذهب الترجيح إلى أنها، أي: دلمون، تمثلت في جزيرة البحرين. ثم تواتر ذكرها تاريخيًا وشمل اسمها فيما يعتقد بعض الباحثين المحدثين جزءًا من ساحل الأحساء المواجه لها. وذكرت نصوص الملك سرجون الآكدي في القرن الرابع والعشرين ق. م. أن إشراف دولته امتد على دلمون وماجان وملوخا وأن سفنها سارت على مياه آكد، وذلك مما دعا إلى اعتبار هذه الأقطار الثلاثة أقطارًا بحرية وساحلية ذات خبرة بالملاحة وصناعة السفن، ويعمل أهلها بالنقل البحري والتجارة البحرية. ولهذا سارت سفنهم في مياه الفرات طاعة لدولة آكد. وهكذا يتجه بعض الرأي إلى اعتبار ماجان تشغل ما تشغله عمان الحالية. وأضافت نصوص مسمارية أخرى أنه كان يستورد منها للعراق الخشب والنحاس والأحجار الصلبة. أما ملوخا التي ذكرت النصوص المسمارية أنه كان يستورد منها الذهب والخشب الثمين، فلم يتيسر تحديد موضعها الفعلي حتى الآن، وإن لم يستبعد أنها وقعت بين المنطقتين الأخريين دلمون وماجان أو البحرين وعمان. وذهبت آراء أخرى إلى المضي باتساع المناطق السابقة أو بعضها حتى وادي السند.
وتعاقبت نصوص مسمارية أخرى بابلية وآشورية بعد عهد سرجون تكرر المعنى الذي أراده بامتداد النفوذ العراقي على هذه الأجزاء الشرقية. ولكن يبدو أنه

اسم الکتاب : تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست