اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 252
إلى عماله ببعض التعليمات الخاصة في الأمور المستجدة التي تتعلق بإدارتهم للولايات، إضافة إلى كتبه العامة والتي كان يصدر فيها تعليمات محددة يلتزم بها الجميع، ومن ذلك: إلزامه الناس في الولايات بالمصاحف التي كتبت في المدينة على ملأ من الصحابة؛ حيث أرسل مصاحف إلى كل من الكوفة والبصرة ومكة ومصر والشام والبحرين واليمن والجزيرة بالإضافة إلى مصحف المدينة [1] , وقد أمر عثمان بجمع المصاحف الأخرى وإحراقها وذلك بموافقة الصحابة في المدينة، كما ورد ذلك عن علي - رضي الله عنه - [2]، كما كان عثمان - رضي الله عنه - حريصا على أن يتنافس الأمراء فيما بينهم في الجهاد وفتح بلدان جديدة، فقد كتب إلى عبد الله بن عامر في البصرة وإلى سعيد بن العاص في الكوفة يقول: أيكما سبق إلى خراسان فهو أمير عليها، مما دفع ابن عامر إلى فتح خراسان وسعيد بن العاص إلى فتح طبرستان [3]. وقد كان عثمان يشترط بعض الشروط على الولاة أحيانا ليضمن أن يكون تصرفهم في صالح المسلمين، ومثال ذلك أن معاوية بن أبي سفيان كتب إلى عثمان يهوِّن عليه ركوب البحر إلى قبرص، فكتب إليه عثمان: فإن ركبت البحر ومعك امرأتك فاركبه مأذونا لك وإلا فلا، فركب البحر وحمل امرأته [4].
ثانيًا: أساليب عثمان - رضي الله عنه - لمراقبة عماله والاطلاع على أخبارهم:
اتبع عثمان - رضي الله عنه - عدة أساليب لمراقبة عماله والاطلاع على أخبارهم، من ذلك: 1 - حضوره لموسم الحج:
كان عثمان يحرص على الحج بنفسه ويلتقي بالحجاج، ويسمع شكاياتهم وتظلمهم من ولاتهم، كما أنه طلب من العمال أن يوافوه في كل موسم، وكتب إلى الأمصار أن يوافيه العمال في كل موسم ومن يشكوهم [5]، وكان ذلك استمرارا لما كان عليه الحال أيام عمر من لقاء سنوي بين الخليفة والولاة والرعية [6]. [1] تاريخ المدينة، أبو زيد البصري (3/ 997). [2] المصدر نفسه (3/ 995، 996). [3] تاريخ اليعقوبي (2/ 166). [4] الولاية على البلدان (1/ 216) , الخراج وصناعة الكتابة، ص306. [5] الولاية على البلدان (1/ 216) نقلا عن تاريخ الطبري. [6] المصدر نفسه (1/ 216).
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 252