responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 184
ما قطعنا الفلوات ودأبنا الروحات والعشيات للجوائز، وما حاجتي إلا حاجة من خلفي، فزاده ذلك عند عمر خيرا [1].
ز- أمانته:
كان الأحنف أمينا غاية الأمانة، وقد مر بنا عندما استعمل ابن عمه على أهل بلخ، وقد قبض ابن عمه ما صالحوه عليه من آنية الذهب والفضة ودنانير ودراهم ومتاع وثياب، فقال ابن عمه لهم: هذا ما صالحناكم عليه؟ فقالوا: لا، ولكن هذا شيء نضعه في هذا اليوم بمن ولينا نستعطف به، قال: وما هذا اليوم؟ فقالوا: المهرجان [2]. فقال: ما أدري ما هذا، وإني لأكره أن أرده ولعله من حقي، ولكن أقبضه وأعزله حتى أنظر، فقبضه, وقدم الأحنف فأخبره، فسألهم عنه، فقالوا مثل ما قالوا لابن عمه، فقال: آتي به الأمير، فحمله إلى عبد الله ابن عامر فأخبره عنه، فقال: اقبضه يا أبا بحر فهو لك، فقال الأحنف: لا حاجة لي فيه [3]. لقد كان يتحرج حتى من الهدايا، وكان يكتفي بسهمه من الغنائم [4].
ح- أَنَاته:
كان الأحنف شديد الأناة، لا يقدم على عمل إلا بعد أن يحسب له ألف حساب. قيل له: يا أبا بحر, إن فيك أناة شديدة، فقال: قد عرفت من نفسي عجلة في أمور ثلاثة: في صلاتي إذا حضرت حتى أصليها، وجنازتي إذا حضرت حتى أغيبها في حفرتها، وابنتي إذا خطبها كفيئها حتى أزوجه [5].
ط- ورعه:
كان الأحنف مؤمنا ورعا قوي الإيمان، فقد سارع إلى اعتناق الإسلام أول ما بلغته الدعوة الإسلامية، وأسلم قومه بإشارته [6] , وبسط حمايته القوية الأمينة على الدعاة

[1] تهذيب ابن عساكر (7/ 12).
[2] المهرجان: أحد أعياد الفرس.
[3] تاريخ الطبري (5/ 319).
[4] قادة فتح السند وأفغانستان، محمود خطاب، ص313.
[5] طبقات ابن سعد (7/ 96).
[6] شذرات الذهب في أخبار من ذهب، أبو الفلاح عبد الحي (1/ 78).
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست