اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 42
وتغييره للمنكر بالقوة يتقرب إلى الله ويضع حدًّا لانتقال الخلافة إلى ملك ووراثة، ولهذا لم يدعُ لنفسه حتى توفى يزيد بن معاوية [1]. وكان ابن الزبير يخطب ويقول: والله لا أريد إلا الإصلاح وإقامة الحق، ولا ألتمس جمع مال ولا ادخاره [2] وكان يقول: اللهم إني قد أحببت لقاءك فأحبب لقائى، وجاهدت فيك عدوك فأثبنى ثواب المجاهدين [3]. وقال عبد الله بن صفوان بن أمية لابن الزبير: إني - والله - ما قاتلت معك إلا عن ديني [4]، والروايات في هذا المجال كثيرة جدًا، وهي تدل على النظرة الحقيقية لمعارضة ابن الزبير - وكذلك أهل المدينة - حيث اعتبروها جهادًا في سبيل الله ([5])،
إن الحسين بن على وابن الزبير وأهل الحرَّة - رضي الله عنهم - كان خروجهم من أجل الشورى لأسباب
مشروعة منها:
1 - دفاعًا عن حقهم الذي جعله الله لهم "وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ".
2 - أن هذا الاغتصاب منكر وظلم تجب إزالته.
3 - تمسكًا بالسنة وهدى الخلفاء الراشدين في باب الخلافة [6].
وساعد في تحقيق أهداف ابن الزبير والتفاف الناس من حوله عدة أمور منها: رد الفعل الذي أحدثته معركة كربلاء، سوء سيرة يزيد، سرعة يزيد في عزل ولاة الحجاز مركز الثقل السياسي كما كان زمن الرسول والخلفاء الراشدين [7]. [1] الطبقات (5/ 147). [2] أنساب الأشراف (1/ 315). [3] تاريخ ابن عساكر، نقلا عن عبد الله بن الزبير والأمويون ص 67. [4] أخبار مكة للفاكهي (2/ 364). [5] عبد الله بن الزبير والأمويون ص 67 .. [6] انظر: الحرية أو الطوفان ص 124، 125. [7] عبد الله بن الزبير د. شحادة الناطور ص 96 - 98.
اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 42