اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 40
أ- أسباب اختيار ابن الزبير لمكة:
اجتمعت عدة أسباب جعلت مكة أنسب مكان يمكن أن يتجه إليه ابن الزبير - في نظره- ومن أهمها ما يلي:
1 - أنها المكان الوحيد الذي يمكن اللجوء إليه في هذه الفترة؛ وذلك لأن الأقاليم الأخرى ليست مناسبة، فالعراق - بمصرية الكوفة والبصرة - لا يمكن ضمان ولاء أهله لأي زعيم معارضة ضد بنى أمية، وما فعلوه مع الحسين خير دليل على ذلك، وكان ابن الزبير يعي ذلك تمامًا حينما نصح الحسين بعدم الذهاب إلى العراق [1]، فقال له: أين تذهب؟! إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟ أما مصر واليمن فقد كانتا بعيدتين عن مسرح الأحداث، ولم يكن لابن الزبير في هذين الإقليمين أنصار ومؤيدون يمكن أن يعتمد عليهم، وأما الشام فكما هو معروف كان معقل الأمويين.
2 - إن مكة - لوجود بيت الله فيها - كانت بلدًا حرامًا ولا يجوز سفك الدماء بها، وهذا يكفل لمن يعتصم بها حماية من القتل إلا إذا ارتكب حدًا يوجب ذلك، وعلى أقل تقدير فوجود هذا الحكم الخاص بمكة يجعل التفكير باستخدام القوة آخر حل يُلجأ إليه.
3 - وكما أن مكة بلد له مكانته وقدسيته في نفوس المسلمين، فإن من يتعرض له بالإيذاء سيواجه معارضة من قبل العديد من المسلمين الذين سيهبون للدفاع عن بيت الله الحرام بغض النظر عمن يعتصم به، وقد أفاد ابن الزبير من هذه النقطة كثيرًا.
4 - أنه يجتمع بمكة في موسم الحج كل عام الألوف من المسلمين من مختلف [1] نسب قريش ص 239، للزبيري.
اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 40