responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 139
فموقف ابن عمر المحايد كان في البداية بسبب صعوبة تكوين رأي قاطع, فضلاً عن خشية الوقوع في الفتن [1] , وكان يقول: كففت يدي عن القتال فلم أندم, والمقاتل على الحق أفضل [2] , وهناك دلائل وحقائق تاريخية تثبت أن ابن عمر, عندما رأى ما يقوم به الحجاج من مظالم عظيمة في الحرم المكي, وسفك الدماء به, والتعدي على حرمته غير رأيه في اعتزال الفتنة, بل وندم على أنه لم يقاتل في جيش علي بن أبي طالب ضد معاوية, الذي كان في نظره خارجًا عن شرعية علي وباغيًا عليه, فقد روى حبيب بن ثابت أن ابن عمر عندما حضرته الوفاة قال: ما أجد في نفسي شيئًا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي [3] , وقد مر معنا قول ابن عمر: ما آسى على شيء من هذه الدنيا إلى على ثلاث, ظمأ الهواجر, ومكابدة الليل, وأني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت بنا [4] , قال الذهبي: يعني الحجاج (5) , وقد جاء في كتب التاريخ أن ابن عمر كان يرى
عبد الله بن الزبير أيضًا يندرج تحت مسمى الفئة الباغية, وأنه ندم على عدم قتاله لخروجه على بني أمية وبغيه عليهم ونكثه عهدهم [6] , وهذه الرواية يؤخذ
عليها عدة أمور:
- أن عبد الله بن عمر لو كان يعتقد بأحقية بني أمية بالخلافة من ابن الزبير في وقت الفتنة لبايعهم, ولكنه لم يفعل, فكيف يندم على عدم قتاله معهم, وهو لم يبايعهم -في الأصل-؟!

[1] مع المسلمين, مصطفى حلمي ص54.
[2] الطبقات (4/ 164).
[3] سير أعلام النبلاء (3/ 232).
[4] , (5) سير أعلام النبلاء (3/ 232).
(5)
[6] المصدر نفسه (3/ 229).
اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست