responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 138
ج- استجابته لكل من دعاه إلى خير وتعاونه مع أطراف الخلاف فيما يخدم المصلحة:
ورد أنه كان لا يأتي أميرًا -في زمان الفتنة- إلا صلى خلفه وأدى إليه زكاة ماله [1] , وقيل له: أتصلي مع هؤلاء ومع هؤلاء وبعضهم يقتل بعضًا؟ فقال: من قال: حي على الصلاة أجبته, ومن قال: حي على الفلاح أجبته, ومن قال: حي على أخيك المسلم وأخذ ماله قلت لا [2] , وكان ابن عمر يتبوأ مكانة رفيعة في الأمة لصحبته لرسول الله وعلمه وعبادته وزهده, وكان عبد الله بن محيريز -رحمه الله- يراه أمانًا في الأرض حيث قال: والله إن كنت أعد بقاء ابن عمر أمانًا لأهل الأرض [3].
د- إن ابن عمر - رضي الله عنه - لم يدعُ إلى وجوب الخضوع المطلق للسلطان:
أو جواز البيعة القهرية, أو أن في حياته ما يدل على عدم اهتمامه بأمور المسلمين السياسية أو عدم المشاركة فيها, بل على العكس, فهو كان دائمًا أحد الأطراف الرئيسية في المعادلة السياسية في العهد الأموي, وكان أسلوبه هو الحوار واللجوء إلى الشورى, والابتعاد عن الاقتتال, وعندما بدأت الانشقاقات تظهر بين المسلمين اختار أن يكون محايدًا وأن يعتزل الاقتتال, لا أن يعتزل الحياة السياسية, وكان حياده واعتزاله نوعًا من التأمل والتفكر والاطلاع على مواقف الفئات المختلفة والبعد عن المشاركة في سفك دماء بسبب التصارع على السلطة, مع العمل على تهيئة الظروف, والمناخ السياسي الملائم الذي يجمع شمل الأمة,

[1] الطبقات الكبرى (4/ 149).
[2] المصدر نفسه (4/ 170).
[3] تهذيب التهذيب (5/ 331) , أثر العلماء في الحياة السياسية ص 337.
اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 138
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست