responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 114
ابن الحارث في قرقيسيا, فسار إليه في جيشه الذي كان قد جهزه لحرب مصعب ابن الزبير, وبدأ بزفر أولاً فحاصره, ولكن رجال زفر أبدوا بطولة عجيبة, وانتزعوا إعجاب عبد الملك الذي قال: لا يبعد الله رجال مضر, والله إن قتلهم لذل, وإن تركهم لحسرة [1].
ولجأ عبد الملك إلى المسالمة, وكتب إلى زفر يدعوه إلى طاعته ويرغبه فيها, ويهدده إن لم يقبل ذلك, وبعد جهود ومفاوضة أرسل إليه زفر يجيبه إلى طلبه, ويشترط عليه أن يبقى له الخيار في أن يظل مخلصًا لابن الزبير أو ينضم إلى عبد الملك, ورغم ذلك فقد وافق على شرطه, وأعطاه الأمان هو وابنه وقائده الهذيل بن زفر, وجميع أتباعهما, ولم يأخذ بمال أو دم أهدره, بل أعطى عبد الملك الزعيم القيسي مبلغًا من المال يوزعه بين أتباعه, ثم اختتم ذلك العمل بأن زوج ابنه مسلمة بن عبد الملك بالرباب بنت زفر بن الحارث, كما أمر زفر ابنه الهذيل أن ينضم إلى جيش عبد الملك المتجه إلى حرب مصعب ابن الزبير, إذ لم يكن على ولده ما عليه هو من بيعة ابن الزبير [2] , وحرص عبد الملك على تحقيق التوازن بين القبائل اليمانية والقيسية, وجعل في أصحابه زفر بن الحارث الكلابي وابنيه الهذيل وكوثرًا وعبد الله بن مسعدة الفزاري وغيرهم من زعماء قيس, كما كان في أصحابه حسان بن مالك الكلبي, وروح بن زنباع الجذامي, ورجاء بن حيوة الكندي وغيرهم من زعماء اليمانية, وكما عدل بين الفريقين في مجلسه عدل بينهم في وظائفه؛ فكان يختار ولاته على الأمصار من القيسية غالبًا بينما يختار موظفي بلاطه من اليمانية .. وهكذا [3].

[1] الكامل في التاريخ (3/ 61).
[2] المصدر نفسه (3/ 62).
[3] الدولة الأموية المفترى عليها ص386.
اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست