اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 113
الإمبراطورية البيزنطية [1] , ولم يمتنع عبد الملك عن مصالحة الجراجمة في جبل اللكام, ووافق على أن يدفع لهم ألف دينار كل جمعة [2] , ولكن سرعان ما سنحت الفرصة لعبد الملك للتخلص من الجراجمة, فبعد أن عقد الصلح معهم أرسل أحد قادته الثقات -سحيم بن المهاجر- إلى القائد البيزنطي الذي كان على رأس الجراجمة, ونجح في كسب ثقته, ثم كاده بقوات دبرها لهذا الشأن, فقتل القائد البيزنطي وهرب أصحابه وأمن الباقين, فرجع العبيد إلى أسيادهم, والأنباط إلى قراهم [3] , كما أن الاتفاقية مع الدولة البيزنطية لم تدم طويلاً, لأن الروم نقضوا العهد, كما أن عبد الملك استطاع القضاء على ابن الزبير وتوحيد الدولة تحت زعامته؛ مما جعله يفكر بالرد على تحديات البيزنطيين المتكررة, فعين أخاه محمد بن مروان سنة 73هـ [4] , فشرع في غزوهم سنة 74 هـ [5].
ثامنًا: زفر بن الحارث الكلابي:
ظل القيسيون الموتورون في مرج راهط على ولائهم لابن الزبير, وكان أحد كبار زعمائهم -زفر بن الحارث الكلابي- قد فر إلى قرقيسيا, وتحصن بها, وثابت إليه قيس, وأصبح تجمعه هناك مركزًا لشن الغارات على كلب في المناطق المجاورة له, مما كان يسبب إحراجًا بالغًا لعبد الملك الذي كان يطمح إلى استعادة بقية بلدان العالم الإسلامي تحت سيادته وسلطانه, وكان في هذه الفترة يوجه كل جهوده لاستعادة العراق من سيطرة مصعب بن الزبير, وكان لابد لعبد الملك إذا أراد أن يضم إليه العراق, وينهي سيطرة الزبيريين عليه, من أن ينهي اعتصام زفر [1] فتوح البلدان (1/ 190) , الدور السياسي لأهل اليمن ص90. [2] أنساب الأشراف (5/ 300،299) , الدور السياسي ص90. [3] أنساب الأشراف (5/ 301). [4] الكامل لابن الأثير, نقلاً عن الدور السياسي ص92. [5] الكامل في التاريخ (3/ 84)
اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 113