responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 94
يتضح أن أوضاع حلب تردَّت كثيراً بسبب ما تعرضت له من حصار ومنازعات بين السلاجقة وغيرهم من الأمراء العرب مما جعل سابق بن محمود يوصي إلى مسلم بن قريش العقيلي كي يأتي إليه ليسلمه المدينة، أما الرواية التي تقدمت بأن مسلم بن قريش جاء وحاصر حلب ولم تستسلم له في بادئ الأمر لامتناع سابق عليه، فإنه يمكن القول إنه كان متردداً في ذلك, وقد أوصى لمسلم بن قريش عندما كان السلاجقة يهددونه، وعندما جاء مسلم بن قريش وزال الخطر تراجع عن التسليم إليه، ثم وجد ألا مناص فتنازل له عن حلب وانتهى الأمر على ذلك بالرغم من معارضة أخويه وثاب وشبيب [1]، وقد أرسل شرف الدولة مسلم بن قريش إلى السلطان السلجوقي ملكشاه يخبره بما فعل وطلب منه إقراره على حلب, وتعهد أن يرسل في كل سنة ثلاثمائة ألف دينار فأقره السلطان [2]، وهكذا تبدو سياسة الأمير العقيلي مسلم بن قريش، سياسة تنبع من المصلحة الشخصية التي كانت قائمة على سياسة المد والجزر، فهو يلاين السلطان ويسايره، ويعده بالولاء والطاعة وإرسال الأموال، وفي الوقت نفسه يعمل على تقليص النفوذ السلجوقي من الشام والجزيرة، ليبني له زعامة مستقلة عن حكمهم، والآن وقد انقسمت الشام إلى إمارتين كبيرتين إحداهما في الجنوب ومقرها دمشق لتتش ابن السلطان ألب أرسلان وثانيتهما في الشمال ومقرها حلب لمسلم بن قريش العقيلي، فما العلاقة التي قامت بين هاتين الإمارتين اللتين تدَّعي إلى كل منهما الولاء والطاعة لبني سلجوق؟ [3].
3 - علاقة مسلم بن قريش مع تتش ابن السلطان ألب أرسلان في الشام: بدأت أعمال التوتر والاستفزاز تظهر بينهما، كما بدأ كل واحد منهما يوسع من دائرة أحلافه وأنصاره استعداداً للمعركة الفاصلة [4] وقام مسلم بن قريش بمهاجمة حمص سنة 475هـ، وكان يليها خلف بن ملاعب، مطيعاً لتتش السلجوقي، فكتب إليه: إن هذا صاحبي ومنتم إليَّ فارحل عنه. فبعث مسلم إليه: إن هذا رجل مفسد في أعمال السلطان، قاطع سبلها، فإن كان صاحباً لك فخذه إليك. فسار تتش لنجدته، فخاف ابن قريش عتب السلطان ملكشاه في مقاتلة أخيه تتش، فانسحب عنه، وفي طريقه قبض على ما يقرب من ثلاثمائة فارس من التركمان وفرقهم في القلاع، فكان آخر العهد بهم [5].
4 - حملة مسلم بن عقيل على دمشق سنة 475هـ: وردت كتب في هذه السنة من بعض أمراء العرب إلى مسلم بن قريش يحثونه فيها على ضرورة تخليص بلاد الشام مما هي

[1] سلاجقة الشام والجزيرة، د. أرشيد يوسف، ص 80.
[2] تاريخ دولة آل سلجوق، ص 72.
[3] سلاجقة الشام والجزيرة، أرشيد يوسف، ص 81.
[4] سلاجقة الشام والجزيرة، أرشيد يوسف، ص 81.
[5] سلاجقة الشام والجزيرة، أرشيد يوسف، ص 81.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست