responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 92
الفرات للانتقام من مسلم بن قريش، ولكن هذا الأخير كان يقظاً، فاضطر مكرها إلى التخلي عن خطته وذهب إلى ديار بكر حيث أمضى فصل الشتاء في مضارب بني مروان [1]، وهكذا تفرق التحالف الذي أنشأه السلطان ملكشاه، وأخفق أمام أسوار حلب وكتب تُتُش من مشتاه إلى أخيه يشرح له ما آلت إليه الأوضاع في شمالي بلاد الشام ويطلب منه نجدة أخرى، ثم غادر مع قواته الجديدة التي وصلت إليه متوجها إلى حلب للاستيلاء عليها إلا أنه فشل وغادر وقواته المنهكة مدينة حلب بعد أن أدرك عدم جدوى الاستمرار في الحصار والاستيلاء على حلب، فيمم وجهه نحو دمشق [2].
1 - الاستيلاء على دمشق: غادر تُتُش وقواته المنهكة مدينة حلب وفي نفسه شيء منها متوجهاً نحو الجنوب، فاستولى على حماة والمعرة وما جاورهما, وأطاعه أمير حمص خلف بن ملاعب، فأقرّه على حكمها. وإذا كان التوغل السلجوقي في بلاد الشام قد بدأ بوصول تُتش، إلا أنه لم يحقق حتى ذلك الوقت أي إنجاز يذكر وتبين من خلال أعماله أنه كان عسوفًا ذا سطوة وجبروت وظلم وتدمير وسلب ونهب [3]، وقد سنحت له الفرصة ليضع يده على مقدرات بلاد الشام ويؤسس دولة سلجوقية في ربوعها وكان لذلك علاقة بالمحاولات الفاطمية الهادفة إلى استعادة نفوذ الفاطميين في هذه البلاد، فقد حدث أن أرسل بدر الجمالي جيشاً فاطمياً بقيادة ناصر الدولة الجيوشي إلى بلاد الشام لإعادة بسط السيادة الفاطمية عليها فحاصر دمشق عام 471هـ واستولى على أعمالها وأعمال فلسطين [4]، وأدرك أتسز أنه لا قبل له بهذا الجيش الكبير فاضطر أن يطلب المساعدة من تُتُش، ووعده بتسليمه دمشق ويكون تابعاً له ([5]
وكان هذا هو الحل الوحيد أمامه، وهو أن يضع نفسه تحت الحماية المباشرة للسلاجقة العظام [6]، رحب تُتُش بهذه الدعوة، وكان ينوي متابعة زحفه إلى دمشق بعد فشله أمام حلب، وسار قاصداً المدينة لنجدتها ولم يكن يقترب منها حتى فكَّ ناصر الدولة الجيوشي الحصار عنها وانسحب باتجاه الجنوب، لأن قواته كانت عاجزةً عن أن تقف في وجه القوة السلجوقية، وبخاصة أن طرابلس وصور امتنعتا عن تقديم المساعدة له، بل إن حاكميها صانعا السلاجقة بالهدايا والملاطفات [7]، وعندما وصل تُتش إلى مرج عذراء الواقع إلى الشمال الشرقي من دمشق استقبله أتسز، فبذل له الطاعة وسلمه البلد وبعد أن أقام بضعة أيام في مرج عذراء توجّه إلى المدينة، فاستقبله أتسز عند أسوارها ولم يذهب أبعد من

[1] تاريخ السلاجقة في بلاد الشام، ص 128.
[2] تاريخ السلاجقة في بلاد الشام، ص 128.
[3] المصدر نفسه، ص 129.
[4] تاريخ دمشق لابن القلانسي، ص 183.
[5] تاريخ دمشق لابن القلانسي، ص 183.
[6] تاريخ السلاجقة في بلاد الشام، ص 129.
[7] تاريخ دمشق لابن القلانسي، ص 182.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست