responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 580
الصليبي الاستيلاء على قلعة البيرة، حتى أصبحت حلب محاطة بالصليبيين من جميع الجهات، مما حتم على سليمان بن عبد الجبار أن يعقد مع الصليبيين صلحاً سنة 517هـ/1123م تنازل بموجبه لهم عن حصن الإثارب [1].

7 - بلك بن بهرام بن أرتق يأسر ملوك الصليبيين: بلك بن بهرام صاحب قلعة (خرتبرت) تسلم راية الجهاد بعد عمه «إيلغازي - صاحب ماردين» .. كان خصماً عنيداً للصليبيين وكان يتطلع للقضاء عليهم لا في منطقة الجزيرة فقط بل وفي بلاد الشام, وقد استهل أعماله العسكرية أثناء مرض عمه نجم الدين إيلغازي في رجب سنة 516هـ/1122م بحصار الرها، ولكنه لم يستطع النيل منها بعد فترة طويلة من الحصار، مما اضطره إلى الانسحاب عنها، لذا رأى الصليبيون الذين بالرها أنه لا بد من الاستعانة بجوسلين صاحب الأطماع الكثيرة وخصم المسلمين العنيد، الذي كان وقتذاك مع بلدوين ملك بيت المقدس بالبيرة مستغلين في ذلك تفرق عساكر بلك بن بهرام بن أرتق عقب عودته من الرها، إلا أن بلك بن بهرام استطاع أن ينصب لجوسلين ومن معه من الصليبيين كميناً عند سروج بأرض موحلة ومشبعة بمياه الأمطار, فلم تتمكن خيولهم من الإسراع بسبب هذا الوحل، في الوقت الذي سلط عليهم بلك ورجاله الذين لا يتجاوز عددهم أربعمائة فارس وابلاً من السهام فلم يفلت منهم إلا القليل، وأسر جوسلين وابن خالته جاليران صاحب البيرة في سنة 516هـ/1122م. وقد ترتب على هذا الانتصار الذي حققه بلك بن بهرام على الصليبيين ضياع قوة الصليبيين المعنوية في بلاد الشام وازدياد حماسة المسلمين وتطلعهم إلى الوثوب على الصليبيين من كل ناحية [2]. وحاول بلك بن بهرام بن أرتق أن يحصل من جوسلين ومن معه من الصليبيين الذين وقعوا في الأسر على تنازل منهم عن الرها، مقابل إطلاق سراحهم ولكنهم رفضوا قائلين: نحن والبلاد كالجمال، متى عقر جمل حول رحله إلى آخر, والذي بأيدينا قد صار بيد غيرنا (3)
عندها حمل بلك بن بهرام أسراه إلى قلعة خرتبرت ووكل بهم من يحرسهم, وتوجه سنة 517هـ/1123م إلى حصن كركر التابع لإمارة الرها بقصد الاستيلاء عليه [4]. وأدرك بلدوين ملك بيت المقدس -الذي أصبح وصياً على الرها مضافاً إلى وصايته على أنطاكية- أن من واجبه التحرك لتخليص جوسلين من الأسر, ومنع كركر من السقوط بيد بلك بن بهرام وإفهام المسلمين بأن قوة الصليبيين لا زالت قوية باطشة,

[1] الكامل في التاريخ (8/ 632).
[2] نور الدين محمود والصليبيون, حسن حبشي، ص 20.
(3) الجهاد ضد الصليبيين في الشرق الإسلامي، ص 160.
[4] زبدة الحلب (2/ 206) , الجهاد ضد الصليبيين في الشرق الإسلامي، ص 160.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 580
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست