responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 571
فحققا نصراً في طبرية، عام 507هـ، إلا أن مقتل مودود في دمشق، أثار السلطان محمد بن ملكشاه عليه .. ولذلك بدأ طغتكين يتحالف مع الصليبيين للوقوف في وجه القوات التي أرسلها السلطان محمد إليه سنة 508هـ، بقيادة برسق صاحب همذان [1]، ثم عقد هدنة مع ملك بيت المقدس - بلدوين الأول - بسبب نزاعه مع جيرانه المسلمين في وقت كان ملك بيت المقدس لا يرجو أكثر من مسالمة أهالي دمشق [2]، واتفق الطرفان على عقد هدنة, مدتها بضع سنوات على أن يقتسم الطرفان أرض السواد، بحيث يكون ثلث دخلها للفرنج، والثلث الثاني لسلاجقة الشام، والثلث الأخير للفلاحين المسلمين [3]. ويبدو أن تمسك صاحب دمشق بإمارته، وخوفه من ضياعها، كان هاجساً قوياً دفعه إلى هذه المواقف المتناقضة، وشأنه شأن غيره من أمراء الأقاليم آنذاك [4].
وقد وصف الإمام الذهبي سياسته بقوله: وكان طغتكين سيفاً مسلولاً على الفرنج، ولكن له خرمة، من ذلك إيواؤه لبهرام داعي الإسماعيلية في دمشق، بعد أن كان متخفياً، فأكرمه وبالغ في إكرامه اتقاء لشره، حتى اتبعه الغوغاء والسفهاء، ثم أعطاه قلعة بانياس سنة 520هـ، فعظم الخطب وتوجع أهل الخير، وتستروا مِن سبّهم، إلى أن كشف خياناتهم وخيانة الوزير المتواطيء معهم - المزدقاني - ابنه تاج الملوك بوري، فقتل الوزير ووضع جنده السيف في الملاحدة الإسماعيلية، وقتلوا نحواً من ستة آلاف نفس، وذلك في عام 523هـ، إلا أن الرجل له حسنات منها مد العون لزعماء حركة بعث فكرة الجهاد الإسلامي في الجزيرة وشمال الشام, وقام بمساعدة الفاطميين وغيرهم من حكام المسلمين في بلاد الشام لوقف الزحف الصليبي على كثير من بلاد الشام, وواجه الصليبيين وجها لوجه للدفاع عن أملاكه مستغلاً في ذلك قواته أحيانا أخرى [5]. وعلى أية حال فإن ظهير الدين طغتكين لم يعمر طويلاً فقد توفي سنة 522هـ/1128م بعد أن بذل كل ما أمكنه بذله في صد الصليبيين عن دمشق وغيرها من بلاد الشام, مع ما كان عليه من حسن السيرة وإثاره العدل في الرعية، بعد أن استخلف على دمشق ابنه تاج الملوك بوري [6]. وبالجملة فسيرة الرجل جيدة فقد نجح في المحافظة على دمشق من السقوط بيد الصليبيين، بالإضافة إلى تكوين جبهة إسلامية متحدة تتكون من الموصل وحلب ودمشق، وذلك بما أبداه من تعاون صادق مع أولئك الرجال للوقوف صفاً

[1] الاعتبار لأسامة بن منقذ، ص 120.
[2] الجهاد والتجديد، ص 121.
[3] الكامل في التاريخ (8/ 527، 528).
[4] الجهاد والتجديد، ص 122.
[5] الجهاد ضد الصليبيين في الشرق الإسلامي، ص 166.
[6] النجوم الزاهرة (5/ 234) , الجهاد ضد الصليبيين، ص 172.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 571
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست