responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 569
رحمه الله [1]، وتأثر المسلمون لمصرع بطل من أبطال الجهاد، اشتهر بإخلاصه وتفانيه وجرأته، وحزنوا عليه حزناً عميقاً لاختفائه السريع، بعد الانتصار العظيم الذي حققه مع حليفه في قلب البلاد الصليبية، وبعد الخطط التي كان يعتزم تنفيذها هناك؛ وقد عبرت جماهير دمشق عن حزنها وغضبها، حيث شهدت المدينة اضطرابا لم تشهد له مثيلاً منذ فترات بعيدة، ولم يهدئ من روع الناس سوى أملهم بنجاة القائد من الجراح التي أثخنته، لكنهم ما أن سمعوا نبأ استشهاده بعد ساعات قلائل، حتى عادوا - ثانية - إلى ما كانوا عليه [2]. وكتب ملك الفرنج في بيت المقدس كتاباً إلى طغتكين جاء فيه: إن أمة قتلت عميدها، يوم عيدها، في بيت معبودها، لحقيق على الله أن يبيدها!! [3].
غير أن ملك الفرنج وغيره من أمراء الصليبيين تجاهلوا أو تعمدو التجاهل آنذاك، أن ما هو أكثر عوناً لهم وأشد خطراً على كل محاولة إسلامية لقتالهم، ليست هي الأمة التي ظنوا أنها قتلت عميدها في بيت معبودها. فقد عرفنا موقف هذه الأمة من مقتل بطلها المجاهد، إنما هي تلك الفرقة الباطنية- الرافضة - التي قامت على مذهب جديد، شديد الميل إلى التدمير كان قد أنشأه في بلاد فارس، شخص يدعى الحسن بن الصباح, وقد تحدثنا عنه وقد دعمته الدولة الفاطمية الرافضية الباطنية ولم تكن كراهية الحشاشين هؤلاء للمسيحيين تزيد على بغضهم للمسلمين السنيين [4]، وما نشاهده اليوم خير دليل على ذلك.

و- هل يصح اتهام طغتكين حاكم دمشق بقتل مودود؟ بعد استشهاد مودود انتشرت شائعات تقول: إن طغتكين هو الذي حرض على قتل مودود لحرصه على الاحتفاظ باستقلاله في دمشق، ولما ساوره القلق على بقاء القائد العام لجند السلطان في دمشق، وما يترتب على ذلك من تهديد لاستقلاله [5]، ولم يحد من هذه الشائعات قيام طغتكين بقتل الجاني تبرئة لنفسه، إذ اعتبره الرأي العام هو الجاني، غير أنهم التمسوا له العذر بما دبره مودود من خطط للاستيلاء على دمشق [6]، إلاَّ أن كلاً من ابن القلانسي، وسبط بن الجوزي - اللذين يميلان بعض الميل لأتابكة دمشق - ينفيان هذه التهمة عن طغتكين أشد النفي، فيقول أولهما: فقلق أتابك طغتكين لوفاته على هذه القضية وتزايد حزنه وأسفه،

[1] الكامل في التاريخ (8/ 551).
[2] تاريخ دمشق لابن القلانسي، ص 187، 188.
[3] الكامل في التاريخ (8/ 551).
[4] المقاومة الإسلامية للغزو الصليبي، ص 124.
[5] آل سلجوق للأصفهاني، ص 158, 159.
[6] المقاومة الإسلامية للغزو الصليبي، ص 122.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 569
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست