responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 565
وفقهاءها، فقاموا بتظاهرة واسعة طالبوا المسئولين خلالها، خلفاء وسلاطين, بضرورة إعلان الجهاد وتسيير الجيوش لوقف الزحف الصليبي .. وقد أسرع الخليفة بإعلام السلطان السلجوقي بما جرى، وطلب منه الاهتمام بالأمر والإسراع بالاستجابة لنداءات المسلمين، فأصدر هذا أوامره على الفور إلى واليه على الموصل الأمير مودود بتشكيل تحالف إسلامي جديد جاعلاً القيادة الإسلامية لابنه الملك مسعود [1]، واجتمع تحت قيادة مودود، حاكم الموصل، جميع حكام الأقاليم في دولة السلاجقة، سقمان القبطي صاحب خلاط [2]، وتبريز [3]، وبعض ديار بكر، وإيلغازي الأرتقي الذي أناب عنه ابنه أياز، والأميران الكرديان أحمديل صاحب مراغة [4]، وأبو الهيبجاء صاحب إربل، فضلا عن بعض أمراء فارس بزعامة الأميرين أيلنكي وزنكي ابني بُرسُق أمير همذان [5]. بدأت قوات التحالف عملياتها العسكرية في شهر محرم عام 505هـ -شهر تموز عام 1111م بفتح عدة مواقع صليبية شرقي الفرات, ثم اتجه أفرادها لحصار الرها، أثارت الحملة الذعر بين السكان، لكن في الحقيقة لم تغيَّر الموقف فيها، فقد أعيت المسلمين بسبب مناعتها وصمود أهلها، عندئذ رأى مودود أن يعبر الفرات لمهاجمة تل باشر ([6]
فتحولت قوات المسلمين إليها كي يجروا أعداءهم إلى عبور الفرات فيتمكنوا منهم إلا أن هذا كان خطأً من قادة المسلمين، لأن الصليبيين تمكنوا لدى عبورهم الفرات من نقل مقادير كبيرة من الميرة والأعتدة والأقوات إلى الرها, فقويت من بعد ضعف كاد يوقعها بأيدي المسلمين لو استمروا على حصارهم لها [7]. ومالبث جوسلين صاحب تل باشر، الذي تعرض لضغط القوات الإسلامية، أن تمكن من رشوة القائد الكردي أحمديل الذي كان الجزء الأكبر من قوات المسلمين بمعيته, فانسحب متراجعاً بالرغم من معارضة سائر الأمراء [8]. ولم يمض وقت طويل حتى استنجد رضوان بمودود واستدعى قواته للقدوم إلى حلب كي يعملوا معًا من هناك ضد المواقع الصليبية، فغادر مودود تل باشر متجهاً إلى حلب على رأس قواته، وما أن ابتعدوا عن تل باشر حتى خرج إليهم جوسلين، على رأس قوة من فرسانه، وتمكن من مهاجمة مؤخرتهم، وقتل ما يقرب من ألف رجل منهم، وعاد إلى بلده مثقلاً بالغنائم, ولم تكن دعوة رضوان لمودود صادقة، فلم تكد القوات

[1] المقاومة الإسلامية للغزو الصليبي، نقلاً عن الكامل في التاريخ, ص 115.
[2] قصة أرمينية الوسطى.
[3] تبريز: من أشهر مدن أذربيجان.
[4] مراغة: أعظم وأشهر بلاد أذربيجان.
[5] ذيل تاريخ دمشق، ص 278، 279.
[6] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام، ص 73.
[7] نهر الذهب للغزي (3/ 82).
[8] مرآة الزمان (8/ 35، 36) , المقاومة الإسلامية للغزو الصليبي، ص 116.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 565
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست