responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 564
كان يشك في نواياه، وباتفاقه مع المسلمين ضد الرها, وكان الملك بلدوين آنذاك يحاصر مدينة بيروت، ولم يتحرك إلا بعد أن استولى عليها، فأسرع بالمسير نحو الشمال، وصحبه برترام أمير طرابلس، وانضم إليه قرب سميساط، بعض زعماء الأرمن وعلى رأسهم كوغ باسيل، فوصل إلى الرها في آخر شهر ذي الحجة/أواخر شهر تموز، وظل الأتابك مودود يحاصر الرها مدة شهرين دون أن يتمكن من اختراق استحكاماتها، فلما تراءى له جيش بيت المقدس، رفع الحصار عنها وتراجع إلى حران وفق خطة عسكرية محكمة، وانضم إليه طغتكين أتابك دمشق ([1]
وقرر الملك بلدوين مطاردة الجيوش الإسلامية، إلا أنه كان عليه أن يوحد كلمة الصليبيين قبل أن يقوم بهذا العمل، فاستدعى تانكْرِد صاحب أنطاكية، ونجح في تحقيق المصالحة بينه وبين أمير الرها [2]، وكان مودود قد أمعن في انسحابه لاستدراج الصليبيين إلى مكان بعيد عن قاعدتهم، ثم تطويقهم بعد أن ينحرف فجأة إلى الشمال, لكن عملية المطاردة توقفت فجأة، وانفرط عقد التحالف الصليبي، لأنه تضافرت عدة دوافع جعلت الصليبيين يتوقفون عن المطاردة ويتراجعون عن المنطقة لعل من أهمها:
- قد تلقّى الملك بلدوين تحذيراً مبكراً بخطة مودود، ففك الحصار عن قلعة شناو التي تقع إلى الشمال الغربي من حران، كما تلقّى إنذاراً من بيت المقدس بتحرك فاطمي ضد بيروت، فقرر التخلي عن الحملة [3].
- راجت شائعات, في الأوساط الصليبية، بأن رضوان صاحب حلب يستعد لمهاجمة أنطاكية في ظل غياب أميرها، فاضطر تانكرد إلى التخلي عن الحملة.
- وبناء على نصيحة الملك بأن لا جدوى من محاولة حماية الجهات الواقعة شرقي نهر الفرات، أوعز بلدوين إلى السكان بالجلاء إلى الجهات الواقعة على الضفة اليمنى، واحتفظ بحاميات عسكرية في حصني الرها وسروج الكبيرين، وبعض القلاع الصغيرة، مع تدعيم الإمكانات الدفاعية لها. أما مودود فقد اكتفى بمهاجمة مؤخرة الصليبيين العابرين وعاد إلى الموصل [4].

ب- حملة مودود الثانية ضد الرها: جاءت الجولة الثانية بعد أقل من سنتين، إثر الاستنفار الذي دعا إليه وفد من أهالي حلب قدم إلى بغداد للدعوة إلى الجهاد، بعدما رأوا من تمادي رضوان في إذعانه للصليبيين، والهزائم المتتالية التي مُنيَ بها مسلمو الشام والتي يسقط على أثرها عدد من المواقع بأيدي الأعداء. وقد استفز نداء الوفد الحلبي جماهير بغداد

[1] ذيل تاريخ دمشق, ابن القلانسي، ص 271 ..
[2] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام، ص 70.
[3] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام، ص 70.
[4] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام، ص 70.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 564
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست