responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 56
وفضلاً عن ذلك، أخذ رئيس الرؤساء يؤلب الأترك البغداديين على قائدهم البساسيري واتهامه بأنه المتسبب في نقص رواتبهم وسوء أحوالهم, فسار جماعة منهم إلى الخليفة القائم بأمر الله واستأذنوه في نهب دور البساسيري، فلما تأكد من صحة ما نسب إليه أذن لهم في ذلك (1)
خاصة بعد أن قدم إليه طائفة من الأتراك من أصحاب البساسيري بواسط وأخبروه بما عزم من نهب دار الخلافة [2] والقبض على الخليفة. إن فتنة البساسيري تعطيناً درساً بليغاً في أهمية الاعتناء بالقادة العسكريين والوزراء السياسيين وأهل الفكر والرأي العام وتربيتهم على هدي القرآن الكريم وسيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفقه الخلافة الراشدة حتى لا يقعوا ضحايا للدعوات المنحرفة والمناهج الضالة والعقائد الفاسدة.
أ- التواصل بين البساسيري والمؤيد هبة الله الشيرازي: اتخذ البساسيري من الرحبة مركزاً للاتصالات مع الفاطميين، ذلك أن المؤيد في الدين كان يتابع أحداث العراق، وبخاصة أنه وقف على المكاتبات التي تبودلت بين الخليفة القائم بأمر الله والسلطان السلجوقي وأدرك مدى خطورتها على الخلافة الفاطمية، فعول على الاستفادة من الموقف المتدهور بين الخلافة والبساسيري وأصحابه، فأنفذ إليهم كتباً تضمنت تأييد الخليفة الفاطمي وحكومته لهم واستعدادهم لمدهم بالسلاح والمال، فوصلت إليهم هذه الكتب قبيل رحيلهم إلى واسط، فزادت من ثقتهم بأنفسهم وقويت شوكتهم, ورد البساسيري على مكاتبات الفاطميين برسالة بعث بها إلى المؤيد في الدين شكره فيها على اهتمامه بحركتهم وتأييدهم له ولأتباعه والتمس منه الإمداد السريع بالمال والخيل والسلاح لإظهار الدعوة الفاطمية ببلاد العراق: فإن أخذتم بأيدينا، أخذنا لكم البلاد وإن قلدتمونا نجاد نصركم وإنجادكم فتحنا من جهتكم الأغوار والأنجاد [3]. وأظهر الخليفة المستنصر بالله الفاطمي اهتماماً كبيراً برسالة البساسيري وعمل على تدبير الإمدادات اللازمة لإنجاح حركته على الرغم مما كانت تعانيه مصر من غلاء وأزمة اقتصادية [4]، فلما أتم إعداد الأموال والخلع والسلاح، عهد إلى المؤيد في الدين بحملها إلى البساسيري، فسار على رأس عدد من الرجال ومعهم خمسمائة ألف دينار ومن الثياب ما قيمته مثل ذلك وخمسمائة فرس وعشرة آلاف قوس ومن الرماح والنشاب شيء كبير [5].

(1) المختصر في أخبار البشر (2/ 182).
[2] الأحوال السياسية والدينية في بلاد العراق، ص 69.
[3] ديوان المؤيد في الدين، ص 41، 42.
[4] الأحوال السياسية والدينية في بلاد العراق والمشرق، ص 70.
[5] النجوم الزاهرة (5/ 12).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست