responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 556
- المحافظة على هذه الحقوق ضد أي محاولة استرداد من جانب المسلمين.
- استجاب المجتمع الغربي لهذه الظاهرة، وانبعثت منه صحوة صليبية أسفرت عن تدفق جموع صليبية أخرى إلى الشرق. وشكَّل اللمبارديون أول تلك الجموع، فغادروا إيطاليا في عام 494هـ/1101م بقيادة أنسلم بوي رئيس أساقفة ميلان، وصحبه عدد من الأمراء من بينهم ألبرت كونت بينادرات، جيوبرت كونت بارما، وهيوكونت مونتيبلو [1]، ويبدو أن هذه المجموعة اللمباردية على الرغم من وفرة عدد المشتركين فيها، لم تكن تختلف كثيراً من حيث النوعية عن جموع العامة السابقة، بدليل أنها لم تضم سوى عدد قليل من الفرسان المحاربين، تألفت غالبيتها العظمى من العامة الذين لا يحسنون القتال، ويفتقرون إلى النظام، ولما وصلوا إلى ضواحي القسطنطينية ارتكبوا أعمال السلب والنهب مما حمل الأمبراطور البيزنطي على الإسراع بنقلهم إلى آسيا الصغرى، وذلك في جمادي الأولى/آذار, واستقروا في نيقوميدية بانتظار وصول جموع أخرى [2]، وفعلاً لم تلبث أن وصلت مجموعة أخرى من الفرنسيين بقيادة ستيفن بلو، وانضم إليه عدد من الأمراء أمثال ستيفن كونت برجنديا وهيوكونت بروي، وبلدوين كونت جرانبريه، وهيوبييرفون أسقف سواسون بالإضافة إلى سرية ألمانية, وعبرت هذه المجموعة البوسفور، وعسكر أفرادها عند نيقية على مقربة من المعسكر اللمباردي، وبلغ عدد أفراد المجموعتين بين مائتين وثلاثمائة ألف مقاتل، وعين الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس كومنين صديقه ريموند تولوز، قائداً عاماً عليهم، وألحق بهم جماعة من الجنود البيزنطيين بقيادة تسيتاس [3].

أ - معركة مرسيفان: تحرك الجيش الصليبي الضخم من نيقوميدية إلى دور يليوم بهدف الوصول إلى الأراضي المقدسة، على أن يعيد أثناء زحفه فتح الطريق الذي يجتاز آسيا الصغرى، لذلك أوصى الإمبراطور ستيفن بلو بأن يسلك الجيش الطريق الذي سلكته الجموع الصليبية السابقة التي تجتاز دوريليوم وقونية، غير أن اللمبارديين رفضوا التوجه إلى الأراضي المقدسة إلا بعد فك أسر بوهمند الذي اتخذوه مثلاً يُحتذى وبطلاً لهم، والمحارب الوحيد الذي يثقون به ليقودهم إلى النصر، وأصروا بأن تتوجه الحملة إلى كمبادوكية - ويذكر ابن الأثير أن هدف تلك الجموع الصليبية كان تخليص بوهمند من الأسر [4] - وعلى الرغم من احتجاج بعض القادة الأمراء لقلج أرسلان، فإنهم استولوا عليها وتابعوا طريقهم

[1] تاريخ سلاجقة الروم في آسيا، ص 96.
[2] المصدر نفسه، ص 96.
[3] الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ سلاجقة الروم، ص 97.
[4] تاريخ سلاجقة الروم في آسيا، ص 97.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 556
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست