responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 552
جكرمش بعض أصحابه، حيث تمكنوا من اختطاف بلدوين، من معسكر سقمان. فلما علم هذا بما حدث، وكان خلال ذلك غائبًا عن مقره، شق عليه الأمر، وتهيأ أصحابه للقتال، إلا أنه مالبث أن ردّهم وقال لهم: لا أوثر شفاء غيظي بشماتة الأعداء بالمسلمين [1]، ومن ثم تقدم على رأس قواته، وأخذ سلاح الصليبيين وراياتهم، وألبس أصحابه ملابسهم وأركبهم خيلهم وجعل يأتي حصون إقليم شبختان من ديار بكر، فيخرج الصليبيون منها ظناً منهم أن أصحابهم قد انتصروا فيجابههم سقمان ويقضي عليهم ويقتحم حصونهم، وتمكن بذلك من وضع يده على عدد من حصون المنطقة، وقفل عائداً إلى مقر إمارته في ديار بكر [2].

ج- هزيمة جكرمش: قرر جكرمش المضي في القتال بعد عودة حليفه، وقام باقتحام قلاع الصليبيين في إقليم شبختان الممتد إلى شرق الرها، ليحمي مؤخَّرته، ومن ثم واصل السير إلى الرها نفسها, إذ أدى تمهل الصليبيين من قبل إلى الإبقاء على حران بأيدي المسلمين، فقد أبقى الرها للمسيحيين ما حدث من تمهل المسلمين إذ توافر لتانكرد من الوقت ما يكفي لإصلاح وسائل الدفاع, وبذا استطاع أن يردَّ أول هجوم قام به جكرمش، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ما أظهره الأرمن والمحليون من الولاء والبسالة غير أن ما أحس به تانكرد من ضغط شديد، حمله على المبادرة بالاستنجاد ببوهمند، ومع أن هذا كان يواجه مشاكل عديدة، إلاَّ أنه رأى ضرورة جعل الأسبقية لدرء الخطر عن الرها، فنهض لمساندة ابن أخته، غير أنه عطله ما كانت عليه الطرق من أحوال سيئة. واستبد اليأس بتانكرد فأمر رجال الحامية بأن يتخذوا أماكنهم للهجوم قبل بزوغ الفجر، وتحت جنح الظلام انقضَّ رجاله على الأتراك الذين استغرقوا في نومهم مطمئنين، واكتمل الانتصار الصليبي بوصول بوهمند، فهرب جكرمش مذعوراً، وخلف من ورائه معسكره الزاخر بالثروة, فانتقم الفرنج من هزيمة حران، وتم احتفاظهم بالرها [3] , وكان من بين الأسرى الذي وقعوا في يدي تانكرد أميرة سلجوقية من عقائل بيت جكرمش الذي بلغ من تقديره لهذه السيدة أنه بادر لافتدائها مقابل مبلغ كبير من المال «15 ألف بيزنت»، أو مبادلتها بالكونت بلدوين نفسه، وبلغت بيت المقدس أنباء هذا العرض، فأسرع الملك بلدوين بالكتابة إلى بوهمند بألاَّ يجعل هذه الفرصة تفلت حتى يتم إطلاق سراح بلدوين.
غير أن بوهمند وتانكرد احتاجا إلى المال على حين أن عودة بلدوين سوف تخرج تانكرد من وظيفته الحالية - كمسئول على الرها - ليعود إلى أنطاكية ولذا ردَّا على رسالة الملك: إنه ليس من الدبلوماسية في شيء أن يظهرا لهفتهما

[1] الكامل في التاريخ (8/ 466).
[2] المصدر نفسه (8/ 466) , المقاومة الإسلامية للغزو الصليبي، ص 97.
[3] الحروب الصليبية، ص 98.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 552
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست