responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 551
العين، حيث عززا تحالفهما وتوجها على رأس عشرة آلاف فارس من الترك والعرب والأكراد لمنازلة الرها قبل أن يتعرضا للهجوم، وعندما سمع بلدوين الثاني أمير الرها نبأ احتشادهم في رأس العين أرسل إلى جوسلين وبوهمند يستنجد بهما، واقترح عليهما أن يحولا وجهة الهجوم بأن يقوما بمحاولة لمنازلة حران، وبعد أن أبقى بلدوين حامية صغيرة في الرها اتخذ طريقه إلى حران على رأس جماعة صغيرة من الفرسان والأرمن، وانحاز إليه بالقرب من حران كل من جوسلين أمير تل باشر وبوهمند أمير أنطاكية، وابن أخته تانكرد، وبطريرك إنطاكية، وجيش ضم فرسان الصليبيين وأمراءهم وعدداً كبيراً من الأرمن ورجال الدين، بلغ عدده نحو ثلاثة آلاف فارس، ونحو ثلاثة أمثال هذا العدد من الرجالة، والواقع أن هذا الجيش يمثل القوة الضاربة الكاملة لدى صليبيي شمالي الشام، عدا حاميات الحصون، وعندما احتشد هذا الجيش أمام حران كان جكرمش وحليفه لا يزالان يزحفان نحو «الرها» [1]. كاد الصليبيون أن يستولوا على حران، بعد وقت قصير من فرض الحصار عليها، إلا أن الخلاف الذي نشب بين بلدوين لي بور، وبوهمند، وإصرار كل منهما على رفع رايته على المدينة بعد الاستيلاء عليها، ساعد على صمود حران، وأتاح للمسلمين فرصة التحرك لقتال الصليبيين قبل سقوط هذا الموقع بأيديهم، وتم اللقاء بين الطرفين على نهر البليخ في التاسع من شعبان، حيث أظهر المسلمون الهزيمة، فتبعهم الصليبيون نحواً من فرسخين، فأعاد المسلمون الكرة عليهم، وأبادوا معظم قواتهم ([2]
وغنموا مقادير كبيرة من الأموال والممتلكات [3]، وكان بوهمند أمير أنطاكية وابن أخته تانكر، قد كمنا خلف أحد المرتفعات لينقضّا على المسلمين من مؤخرتهم حين يشتد القتال، فلما خرجا شاهدا هزيمة رفاقهم ونهب معسكراتهم، فأقاما في أماكنهما إلى الليل، ومن ثم تسللا هاربين، فتبعهما المسلمون وقتلوا وأسروا من أصحابها عدداً كبيراً، بينما تمكّنا هما من الفرار إلى الرها. أما بلدوين وجوسلين فقد تم أسرهما. وكان بلدوين قد انهزم مع جماعة من قواده وخاضوا نهر البليخ، إلا ان الأوحال أعاقت تحرُّكهم السريع؛ فلحقهم قائد تركماني من أصحاب سقمان وتمكن من أسرهم؛ حيث حمل بلدوين إلى سيده سقمان [4].

ب- الخلاف بين جكرمش وسقمان: وعندما رأى أصحاب جكرمش أنّ قوات سقمان قد استولت على حصة الأسد من غنائم الصليبيين قالوا لسيدهم: أي منزلة تكون لنا عند الناس وعند التركمان إذا انصرفوا بالغنائم دوننا؟ وحسنوا له اختطاف بلدوين، فأرسل

[1] الحروب الصليبية, رنسمان (2/ 71 - 72) , المقاومة الإسلامية للغزو الصليبي ص96.
[2] المقاومة الإسلامية للغزو الصليبي، ص 96.
[3] المقاومة الإسلامية للغزو الصليبي، ص 96.
[4] المصدر نفسه، ص 97.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 551
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست