responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 536
الفقهاء والعلماء المسلمين من أساتذة وعلماء وفقهاء وكتّاب، ويعتبر السلمي من أوائل من حث على الجهاد, ومن ضمن تيار الرفض العام الإسلامي المدعوم من قِبل الفقهاء والقضاة [1].
لقد كتب السلمى كتابه في فترة مبكرة من تلك الحروب وهذا دليل على ذكائه وفطنته في إدراكه لمشاكل بلاد الشام المعقدة، ولكن إن لم تتوافر الظروف العامة لإنجاح دعوته للجهاد في تلك الفترة المبكرة ذاتها، فهو قد ساهم في كتابه للتمهيد لمرحلة الزنكيين والأيوبيين. ولقد قام الأستاذ رمضان حسن الشاوش بدراسة وتحقيق كتاب الجهاد للسلمي وقدمه كرسالة ماجستير لجامعة الفاتح بطرابلس الغرب عام 1992م [2].
5 - المشاركة الفعلية للفقهاء والقضاة في ساحات الجهاد: إن من أبرز الأمثلة على مشاركة أولئك الفقهاء للعساكر النظامية في ساحات القتال للتعبير عن حالة الإيمان المثالية بالجهاد، والدفاع عن الأرض والنفس كانت حالة القاضي أبو محمد عبد الله بن منصور المعروف بابن صليحة قاضي حصن جبلة، الذي تولى إمارة وقضاء ذلك الحصن بعد وفاة أبيه منصور عام 494هـ/1100م, وكان ذا خبرة عسكرية جيدة لأنه أحب الجندية واختار الجند فظهرت شهامته [3]، وقد برزت مواهب ذلك الأمير القاضي عند محاصرة الإفرنج حصن جبلة للاستيلاء عليه عام (494هـ/1100م) واستخدامه لما يسمى اليوم بالحرب النفسية أولاً؛ وذلك عندما خطط بدهاء، لنشر الذعر بين صفوف قوات الفرنج، حيث أظهر أن السلطان بركيارق قد توجه إلى الشام [4] لمساعدته، مما أثار القلق بين عسكر الفرنجة، ورحيلهم فيما بعد.
وعندما أدرك الفرنجة حقيقة تلك الخدعة، عادوا فحاصروا المدينة مرة أخرى، ولكن كرر ذلك القاضي تلك الحيلة بصورة أخرى، ونشر بين صفوف الصليبيين: أن المصريين قد توجهوا لحربهم ومساعدته هذه المرة ولذلك تركوا محاصرة ذلك الحصن، ويبدو أن الفرنجة لم يكن لديهم المعلومات الكافية عن حالة الحصن، ولا عن عدد قوات ذلك القاضي, وإلا لما تركوا محاصرة ذلك الحصن في المرتين السابقتين، ولكن سرعان ما فطن الإفرنجة لتلك الحرب النفسية وأهدافها، فعادوا لمحاصرة الحصن للمرة الثالثة في شهر شعبان عام 494هـ، إلا أن ذلك القاضي أدرك أن الفرنجة قد عرفوا أساليبه القديمة, ولذلك لجأ إلى أسلوب جديد لمواجهة أولئك الفرنجة بأن اتفق مع النصارى الذين معه على إرسال وفد منهم إلى الفرنجة للتفاهم حول

[1] موقف فقهاء الشام وقضاتها من الغزو الصليبي, ص 99.
[2] المصدر نفسه، ص 93.
[3] الكامل في التاريخ نقلاً عن موقف فقهاء الشام، ص 120.
[4] موقف فقهاء الشام وقضاتها من الغزو الصليبي، ص 120.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 536
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست