responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 480
هجومهم على المدينة في اجتماع عقد لهذه الغاية بتاريخ 15 حزيران، فقرروا التوقف عن تنفيذ أي هجوم ريثما يتم الإعداد العسكري للمعركة الحاسمة، وكان هذا الإعداد يقتضي الإسراع في إنشاء ما يحتاجه الجيش من آلات التدمير والاقتحام، وأهمها المجانيق وسلالم التسلق، وكانوا يفتقرون إلى المواد اللازمة لصنع هذه الآلات، وأهمها الأخشاب والحبال والمسامير والأقفال، ولكنهم دبروا أمر الأخشاب من المناطق البعيدة عن القدس حيث تكثر الأشجار, واستطاع تنكرد والكونت روبرت كونت النور ماندي، وكونت الفلاندر الحصول على كميات من هذه الأخشاب التي نقلت إلى المعسكرات على ظهور الإبل والعربات والأسرى المسلمين، بينما تدبروا أمر الحبال والمسامير والأقفال من سفينتين مبحرتين من جنوى رستا في ميناء يافا, وكان المسلمون قد أخلوا المدينة وهي تحمل لهم مؤناً وأسلحة ومعدات للحصار. ونشط العمال الحرفيون من حدادين ونجارين، بإشراف غودفروا وريموند دي سان جيل في إعداد آلات الحرب اللازمة من مجانيق وعرّادات وأوهاق وكباش دك وآلات أخرى، كما صنعوا أبراجاً خشبية تطل على السور وتشرف عليه وهي برج غودفروا وريموند، وبرج تانكرد [1]. في هذه الأثناء، وبينما كان الاستعداد للهجوم الحاسم يجري بطيئاً في معسكرات الصليبيين، كانت معاناة هؤلاء من افتقارهم إلى الماء والزاد تزداد، فقد وصلوا، في بحثهم عن الماء حتى نهر الأردن، وكانت الأغنام والأبقار المعدة لإطعام الجند تنفق، بدورها، جوعاً وعطشاً، ومن شدة الحر، وذلك رغم مساعدة المسيحيين من أهل البلاد أولئك الذين أظهروا الولاء للصليبيين، فأضحوا أدلاء يرشدونهم إلى الينابيع والغابات الواقعة من الجهات المجاورة ([2]
ومع ذلك، فقد كان عليهم أن يدفعوا عن مواقعهم غارات المسلمين وكمائنهم، وسهام حامية المدينة وقذائفها. وفوق ذلك كله، فقد دب الخلاف بين قادة الحملة، وخصوصاً بين تانكرد الذي كان قد استولى على بيت لحم ورفع لواءه فوق كنيسة المهد، مما أغضب باقي القادة، كما دبّ الخلاف بينهم حول مسألة مستقبل القدس بعد احتلالها, هذا بالإضافة إلى المعاناة اليومية للجند، حيث كان يموت العديد منهم، يومياً، ظمأً وحراً وجوعاً، مما دفع بالكثيرين إلى التخلي عن الحملة ومحاولة العودة إلى بلادهم [3].
ويتحدث كل من «غروسيه» و «الصوري» و «رنسيمان» عن الوسائل التي استخدمها القادة الصليبيون لرفع معنويات جندهم التي انهارت إلى حد كبير، وخصوصاً عندما سرت في صفوفهم إشاعة عن تحرك جيش من مصر باتجاه القدس لتخليصها من حصار الفرنجة لها,

[1] حروب القدس في التاريخ الإسلامي والعربي، ص 63.
[2] المصدر نفسه، ص 63.
[3] المصدر نفسه، ص 63.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 480
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست