responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 481
وكان ذلك في أول تموز/ يوليو، فعمدوا يوم 8 تموز إلى إعلان الصوم الكامل، والحج، وجماعة، إلى جبل الزيتون، بقيادة رجال الدين والقادة العسكريين، وسار الصليبيون جميعاً إلى «الجبل المقدس» , وخرج الجند المسلمون إلى الأسواق يشاهدونهم وهم يسخرون. وعلى الجبل ألقى كل من القديس بطرس الناسك وريموند أجيل قسيس ريموند وأرنولف روز قسيس روبرت النورماندي عظة ألهب بها عواطف الجند والقادة وحماستهم، فعادوا وقد نسوا، جميعهم، ما كان بينهم من مشاحنات، ليعملوا يداً واحدة في سبيل «تحرير»
بيت المقدس [1].
6 - الهجوم الحاسم: بدأ الصليبيون هجومهم على القدس ليل 13 - 14 تموز/ يوليو 1099م على محورين:
المحور الأول: شمال - جنوب بقيادة غودفروا دي بويون ومعه روبرت
كونت الفلاندر وروبرت كونت النورماندي، وتانكرد, وهو من باب الساهرة باتجاه
الحرم الشريف.
المحور الثاني: جنوب- شمال، بقيادة ريموند دي سان جيل كونت تولوز ومعه بعض النبلاء والقادة، وهو من جبل صهيون «قبالة باب صهيون»، باتجاه القلعة أو حصن داود. ووفقاً لما ذكره المؤرخ ريموند آغيلرز، وهو شاهد عيان للمعركة، بلغ عدد المهاجمين 12 ألف مقاتل من المشاه أو 13 ألف مقاتل [2]. إلا أن المهاجمين لم يتمكنوا من إحراز أي تقدم طيلة اليوم الأول 14 تموز، إذ إنهم كانوا يجابهون بما ترميه عليهم آلات الحرب ومعدات القذف من نبال وقسي وسهام وقذائف حجرية وخرق مبللة بالزيت ومشتعلة وقوارير ملتهبة ونار إغريقية، بينما كانت حجارتهم تسقط على أسوار المدينة وتحصينات المسلمين بلا أية فعالية تذكر، نظراً لأن المسلمين حصنوا تلك الأسوار والتحصينات «بأكياس مليئة بالقش والتبن» وبالحبال والمنسوجات والعوارض الخشبية الضخمة والفرش المحشوة بالحرير، وكانت هذه تشكل -بطراوتها وليونتها- عازلاً بين الحجارة المقذوفة وتلك الأسوار والتحصينات، إلا أنه في صباح اليوم التالي اعتمد المهاجمون أسلوباً آخر في القتال [3].
- عمليات المحور الأول «المحور الشمالي»: بدأت عمليات هذا المحور، بقيادة غودفروا دي بويون، ليل 13 - 14 تموز/ يوليو، بمحاولة تقدم من جهة باب الساهرة نحو السور، يصحبها طمر الخندق العريض، والعميق المحفور حوله من الخارج بغية دفع آلات الحرب

[1] حروب القدس في التاريخ الإسلامي والعربي، ص 64.
[2] المصدر نفسه, ص 66.
[3] المصدر نفسه, ص 66.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 481
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست