responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 478
ما إن علم باقتراب الصليبيين من أسوار المدينة، حتى باشر باتخاذ التدابير اللازمة لحمايتها، فطمر كل الينابيع والآبار الواقعة خارج المدينة كي يحرم المهاجمين من التزود بمياهها، وأخرج منها المسيحيين أهلها، خيشة أن يتعاطف هؤلاء مع أبناء دينهم المهاجمين، فيوقعوا الاضطراب والفوضى في المدينة، ورغبة منه في توفير ما يمكن أن ينفقوه من زاد وغذاء للمسلمين المحاصرين [1].
- أسلحة المدافعين عن المدينة: وأما أسلحة المسلمين المدافعين عن المدينة، فإنها كانت بحسب زعم رنسيمان والصوري تضاهي أسلحة الصليبيين نوعية وتفوقها عدداً، خصوصاً وأنهم -أي المسلمين- كانوا قد احتاطوا لهذا الأمر, فجمعوا الأخشاب اللازمة لصنع الآلات الحربية الملائمة للدفاع عن المدينة المحاصرة كالمجانيق وسواها، وأنشأوا داخل الأسوار آلات حربية معادلة في ارتفاعها لارتفاع آلات الصليبين، وبينما كان الصليبيون يجهدون بدورهم، لإعداد آلات الحصار التي تنقصهم من سلالم ومجانيق، كان المسلمون لا يفتأون يراقبون تصرفاتهم بواسطة حراس يقظين كانوا قائمين على الأسوار باستمرار، ثم يضاهونهم في صنع آلات مماثلة [2]، ويقول الصوري في ذلك: كانت الآلات الحربية التي يصنعونها تُصنع من مواد أفضل من المواد التي صنعت آلاتنا منها، وقد قاموا بهذه الحماسة المثلى، حتى لاتكون آلات حربهم أدنى من آلاتنا في الإنشاء أو في المادة. وكان الحراس يراقبون -من على الأسوار والبروج- كل ما أنجز في جيشنا، وبشكل خاص ما تعلق بالوسائل التي ارتبطت بآلات الحرب، حيث نقلوا على الفور، جميع تفاصيل ما راقبوه إلى الرجال الرئيسيين للقدس، الذين تنافسوا بمهارة، وكافحوا في سبيل محاكاة أعمال المسيحيين [3].
3 - الحصار: ركَّز الصلييون كل قواتهم على الأماكن التي تقربهم من الأسوار، وذلك لعدم توافر العدد الكافي من المقاتلين لفرض حصار على المدينة بكاملها، فاتخذ روبرت النورماندي موضعه على امتداد السور الشمالي, في حين حاصر كل من جودفري وتانكِرد المدينة من الناحية الغربية، وتمركز ريموند الضجلى إلى الجنوب من موضعهما حيث أقام على جبل صهيون، أما القطاعان الشرقي والجنوبي الشرقي فكانا مكشوفين لم يحرسهما أحد. واجهت المحاصِرين، في بادئ الأمر، عدة مشكلات حالت بينهم وبين الاستيلاء على المدينة فوراً لعل أهمها:

[1] الحروب الصليبية (1/ 421).
[2] حروب القدس في التاريخ الإسلامي والعربي، ص 60.
[3] المصدر نفسه، ص 61.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 478
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست