responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 477
بعض أسوارها، وليس كلها، وذلك بسبب نقص عدد قواتهم [1]، ورغم أن القوات الصليبية كانت مزودة بأحدث الأسلحة وآلات الحصار والتدمير، فإنها وجدت نفسها عاجزة عن تنفيذ حصار كامل ومطبق حول المدينة بسبب نقص كبير في عدد المقاتلين من جهة وبسبب نقص في آلات الحصار من جهة أخرى، كما أن إطالة أمد الحصار حول القدس سوف يؤثر سلباً على معنويات الجند الذين هم آتون من بلاد باردة إلى أرض قاحلة لا ظل فيها ولا أشجار، وفي صيف حار لاهب لن يستطيع أولئك الجند تحمل حرارته، لذا قرر القادة أن يُعدوا لهجوم عاجل على المدينة [2].
أ- قوات المسلمين: كان المسلمون في داخل أسوار مدينة القدس، في وضع دفاعي متين, فالمدينة -بحد ذاتها- تعتبر من أضخم المعاقل والحصون في ذلك الزمان، فأسوارها التي يقف الصليبيون قبالتها، تكاد تكون عصية على الاختراق أو الاجتياز، إضافة إلى ذلك تظل القدس عصية على أي هجوم من جهاتها الثلاث: من الشرق والجنوب الشرقي حيث يلفها وادي قدرون أو وادي جهنم، ومن الجنوب حيث يلفها وادي هنوم أو وادي الربابة، ومن الغرب حيث يلفها وادي الروث أو وادي تيروبيون، فهي إذن محصنة، من هذه الجهات بتحصينات طبيعية، إضافة إلى ما تمنحها أسوارها وحصن داود الواقع في منتصف السور الغربي، والذي يسيطر على جزء كبير من محيط المدينة، من مناعة وقوة [3]. يضاف إلى ذلك الخنادق التي حفرها المدافعون خارج الأسوار، في الزاويتين الشمالية الشرقية والشمالية الغربية، وفي الجهة الشمالية من السور، لكي تعيق تقدم المهاجمين، وهكذا، لم يكن ممكناً مهاجمة المدينة إلا من الجهتين: الشمالية، والشمالية الغربية فقط، وهي الجهات التي ركز الصليبيون، في حصارهم عليها [4]. وكان في المدينة حامية مؤلفة من مصريين وسودانيين تقدر بألف مقاتل بينما تداعت أعداد كبيرة من الحصون القائمة في المناطق المجاورة ومن الريف للدفاع عن المدينة، فبلغ عدد المدافعين عنها نحو أربعين ألف محارب شجاع مجهزين تجهيزاً رائعاً بحسب قول الصوري [5]. والصوري لا يؤكد ذلك بل يقول: وذكرت إحدى الروايات ونعتقد أن هذا العدد مبالغ فيه كثيراً [6].
- قائد الحامية: كان قائد تلك الحامية هو الحاكم الفاطمي نفسه (افتخار الدولة) الذي

[1] حروب القدس في التاريخ الإسلامي والعربي، ص 55.
[2] المصدر نفسه، ص 57.
[3] المصدر نفسه، ص 57.
[4] المصدر نفسه، ص 57.
[5] حروب القدس في التاريخ الإسلامي والعربي، ص 59.
[6] المصدر نفسه، ص 59.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 477
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست