responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 473
وأخيراً خرج الصليبيون من معرة النعمان على رأس جيش يقوده «ريموند» نحو بيت المقدس، أما «بوهيموند» فاختار البقاء في أنطاكية، وأسس فيها إمارة له. فتحولت الحملة الصليبية الأولى نحو بيت المقدس بعد أن ظلت قرابة خمسة عشر شهراً في شمالي بلاد الشام [1]، تصول وتجول، ولا نجد من يردها إلى ديارها خائبة صاغرة.

ثالثاً: تأسيس مملكة بيت المقدس:
استغل الفاطميون فرصة ضعف الأتراك السلاجقة وتخاذل أمرائهم إثر اندحارهم إمام الصليبيين عند أنطاكية، ومقتل عدد كبير منهم فسار أمير الجيوش المصرية الأفضل بن بدر الجمالي في شعبان سنة 491هـ /1098م على رأس قواته إلى القدس، وأعتقد الأراتقة حكام بيت المقدس التابعون للسلاجقة بأن تحصينات القدس العظيمة، والمقدرة الحربية لقبائلهم التركمانية ستمكنهم من الصمود حتى تأتيهم النجدة من دقاق حاكم دمشق، وكان في القدس آنذاك معظم بني أرتق وهم سقمان وإيلغازي وابن عمهما سونج وابن أخيهما ياقوتي [2]، وجماعة من أقاربهما ورجالهما وخلق كبير من الأتراك، وحاول الأفضل في البداية أن يتبع الأساليب السليمة لتحقيق أغراضه فراسل كل من سقمان وايلغازي يلتمس منهما تسليم القدس من غير حرب ولا سفك دماء، فلم يجيباه إلى ذلك [3] , وعند ذاك بدأ بقتال البلد، ونصب عليه نيفا وأربعين منجنيقاً فهدمت مواضع من سوره, وقاتلهم أهل البلد واستمر القتال والحصار نيفاً وأربعين يوماً [4]، ويظهر أن الأخوين إيلغازي وسقمان كانا واثقين بجيشهما ومساندة عشيرتهما من التركمان إلا أن الفاطميين العبيديين استطاعوا تضييق الحصار وفتحت المدينة بالأمان عام 491هـ, وسار سقمان وإيلغازي ومن معهما إلى دمشق سنة 491هـ / 1098م، ثم غادروا دمشق [5].
إن الدولة العبيدية الفاطمية ساهمت في احتلال الصليبيين للمنطقة، فبدلاً أن تقف مع السلاجقة ضد الصليبيين راسلتهم وطلبت منهم الصلح، فقد كان الأفضل بن بدر الجمالي صاحب السلطة الفعلية في مصر، عندما سمع بأن الصليبيين، الذين وصلوا إلى بلاد الشام، اشتبكوا مع الأتراك السلاجقة، أعداء الدولة الفاطمية العبيدية، فكّر في عقد تحالف معهم ضد هؤلاء، فأرسل سفارة اجتمعت بزعمائهم أمام أنطاكية في شهر صفر 491هـ/ كانون الثاني 1098م وعرضت عليهم مشروع التحالف الذي تضمن البنود التالية:

[1] الجهاد والتجديد للناصر، ص 103.
[2] القدس عشية الغزو الصليبي ص109.
[3] المصدر نفسه، ص 109.
[4] المصدر نفسه، ص 109.
[5] المصدر نفسه, ص 110.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 473
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست