responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 472
- شجع سقوط أنطاكية الصليبيين على استئناف نشاطهم العسكري ضد المناطق المحيطة بحلب على شكل غارات صغيرة [1].
9 - مذبحة معرة النعمان: اشتدت المنازعات الداخلية بين الصليبيين حول إمارة أنطاكية، على أن كثرة القتلى والجيف في ساحة المدينة نتج عنه انتشار وباء في معسكر الفرنجة، ذهب ضحيته بضعة آلاف منهم، من بينهم المندوب البابوي (أدهيمر) وقد دفع ذلك الوضع الغزاة هؤلاء إلى القيام بغزوات وجولات خارج أنطاكية، حتى يبتعدوا عن منطقة الوباء، فكان غزوهم لمعرة النعمان، فاستغاث أهلها بصاحب حلب (رضوان) وصاحب حمص (جناح الدولة) فلم ينجدهم أحد [2]، ولم يكن لدى أهلها من الإمكانات، ما يمكنهم من المقاومة طويلاً فاضطروا إلى الاستسلام، إلا أن الصليبيين كعادتهم لم يحترموا الأمان الذي أعطوه لأهل المعرة [3] , وإنما غدروا بهم، ورفعوا الصلبان فوق البلد .. ونهبوا ما وجدوه، وطالبوا الناس بما لا طاقة لهم به [4]. وقد قدر عدد القتلى من المسلمين في معركة معرة النعمان، أكثر من عشرين ألف رجل وامرأة وصبي في حين قدرهم ابن الأثير بما يزيد عن مائة ألف، ويصف تلك المذبحة بقوله: سار الفرنج إلى معرة النعمان، فنازلوها وحاصروها، وقاتلهم أهلها قتالاً شديداً، ورأى الفرنج منهم شدة ونكاية في قتالهم .. ثم دخلوا المدينة ووضعوا في أهلها السيف ثلاثة أيام قتلوا فيها ما يزيد على مائة ألف, وسبوا السبي الكثير وملكوه، وأقاموا أربعين يوماً [5]. وقد ذكر (رنسيمان) في تاريخه أن الصليبيين عندما دخلوا المدينة. أمعنوا في قتل كل من يصادفهم، واقتحموا الدور ونهبوها وأحرقوها ([6]
وقد رثاها الشاعر وجيه بن عبد الله التنوخي بأبيات حزينة باكية، تأسف على موت أهلها، وضياع دورها فقال:
هذه بلدة قضى الله يا صاح ... عليها كما ترى بالخراب
فقف العيسَى وقفة وابك من ... كان بها من شيوخها والشباب
واعتبر إن دخلت يوماً إليها ... فهي كانت منازل الأحباب

[1] تاريخ السلاجقة في بلاد الشام، ص 207.
[2] المصدر نفسه، ص 207.
[3] زبدة الحلب في تاريخ حلب لابن العديم (2/ 141 - 142).
[4] ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي، ص 136.
[5] الكامل في التاريخ نقلاً عن الجهاد والتجديد، ص 102.
[6] تاريخ الحروب الصليبية (1/ 369).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 472
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست