responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 471
ارتكبوها [1]، يقول لوبون: يدل سلوك الصليبيون في جميع المعارك على أنهم من أشد الوحوش حماقة [2]، وقد هرع السريان والأرمن من أهل أنطاكية يساعدون الغزاة في التعرف على خفاياها وقتل من فيها من المسلمين [3].
نهاية ياغي سيان والي أنطاكية: أما ياغي سيان، فإنه لما طلع عليه النهار، رجع إليه عقله، فرأى نفسه وقد بَعُدَ عدة فراسخ فقال لمن معه: أين أنا؟ فقيل له: على بعد أربعة فراسخ من أنطاكية، فندم كيف خلص سالماً، ولم يقاتل حتى يزيل العدو عن البلد، أو يقتل. وجعل يتلهف ويسترجع على ترك أهله وأولاده والمسلمين ولشدة ما لحقه، سقط عن فرسه مغشياً عليه، وعندما أراد أصحابه أن يُركبوه على الفرس، لم يكن به مسكة وقد قارب ألموت، فتركوه وساروا عنه، واجتاز به حطاب أرمني، وهو بآخر رمق فقتله، وأخذ رأسه وحمله إلى الفرنج بأنطاكية [4].
- من نتائج سقوط أنطاكية: تأكدت قدرة الصليبيين على تغيير الخريطة السياسية لشمال الشام، على الأقل لصالحهم, فها هي أنطاكية تسقط على نحو يجعل حلب مهددة إلى الشرق منها، ويجعل الصليبيين يخضعون موقعاً استراتيجياً مهما خاصة قرب أنطاكية من ميناء السويدية (حوالي 20ك م) على نحو يجعل إمكانية الاتصال بأوربا أمراً ميسوراً ومدعماً للصليبيين إلى حد كبير، وبصفة عامة أدى استيلاؤهم على تلك المدينة إلى فتح الطريق إلى بيت المقدس.
- أثبت سقوط أنطاكية بجلاء أن الصليبيين ما نجحوا إلا من خلال فرقة المسلمين،
فقد تعاملوا مع كل كيان صغير على حدة, وغابت عن المسلمين فكرة المشروع
الوحدوي والمصير الواحد، ولم يتناسوا خلافاتهم فكان مصيرهم المحتوم تحت سنابك خيل الصليبيين وسيوفهم البتارة, بالإضافة إلى استبسالهم في قتال المسلمين وهي حقيقة لابد من الاعتراف بها [5].
- تحدد مصير إنطاكية بإحكام السيادة الصليبية عليها خاصة بعد اخفاق كربوغا أتابك الموصل في أمر الدفاع عنها، ومن قبل عندما قتل ياغي سيان حاكمها [6].

[1] إمارة أنطاكية دراسة في علاقتها السياسية بالقوى الإسلامية، ص 124.
[2] حضارة العرب نقلاً عن إمارة أنطاكية، ص 124.
[3] الجهاد والتجديد، ص 98.
[4] الكامل في التاريخ نقلاً عن الجهاد والتجديد، ص 99.
[5] الحروب الصليبية العلاقات بين الشرق والغرب، ص 81.
[6] المصدر نفسه، ص 82.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 471
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست