responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 449
مارس 1095م- 488هـ اتجه إلى الاستجابة لدعوة الإمبراطور الكسيوس الأول كومنيونوس (474 - 512هـ) (1081 - 1118م) غير أن مجمع بياكنزا أخفق فيه البابا في الدعوة لشن حرب صليبية ضد المسلمين في الشرق [1].
أ- أوربان الثاني يعقد مجمعاً كنسياً في جنوب فرنسا: إن إخفاق مجمع بياكنزا لم يثن ذلك البابا العنيد الطموح عن تحقيق هدفه بكل الوسائل الممكنة، وقد اتجه إلى بلاده الأصلية فرنسا من أجل معاونته على نجاح مشروعه المرتقب، وقد دل ذلك الاختيار على ذكائه خاصة أن جنوب فرنسا التقليدي المحافظ كان بمثابة منطقة تماس مع الحرب التي شنها الإسبان ضد المسلمين في إسبانيا، بالإضافة إلى أن مجرد طرح الفكرة على الأرض الفرنسية كان من الممكن أن يحقق نجاحاً فورياً من خلال أنها الموطن الأصلي للبابا، وهو أدرى بشعابها، خاصة أنها - في نفس الحين - ذات تاريخ خاص مع الإسلام خلال معركة بواتيه المعروفة لدى المسلمين بمعركة بلاط الشهداء عام (114هـ - 732م) والتي هزم فيها المسلمون وتم وقف المد الإسلامي وإعاقته عن الامتداد فيما وراء جبال البرانس، وسوف ندرك من خلال تحليل خطاب البابا في مجمع كليرمونت أن كل تلك الزوايا، لم تغب عن ذهن ذلك الرجل الحاد الذكاء، القوي الإرادة منذ أن تربى في أحضان حركة الكارسوسيان الرهبانية الصارمة، مهما يكن من أمر، فإن البابا اتجه إلى كليرمونت فران بجنوب فرنسا
وعقد مجمعاً كنسياً هناك, وفي اليوم العاشر عقد المجمع الذي تناول فيه العديد من القضايا
التي تهم الكنيسة: ألقى البابا على مستمعيه خطاباً بالغ الأهمية والخطورة وذلك في يوم 27 نوفمبر 1095م [2].
ب- الخطبة التي ألقاها أوربان الثاني: كان للخطبة التي ألقاها البابا أوربان الثاني في المجمع الديني الذي انعقد في كليرمونت عام 488هـ / 1095م أثرها البالغ في نفوس المسيحيين المجتمعين في هذا المجتمع فقد ألهبت حماسهم وأصابتهم بحالة عبر عنها المؤرخ جوستان لوبون في كتابه (حضارة العرب): بأنها نوبة حادة من الجنون [3]، إذ قال البابا: يا شعب الفرنجة، يا شعب الله المحبوب المختار، لقد جاءت من تخوم فلسطين، ومن مدينة القسطنطينية أنباء محزنة تعلن أن جنساً لعيناً أبعد ما يكون عن الله قد طغى وبغى في تلك البلاد، وبلاد المسيحيين في الشرق، وقلب موائد القرابين المقدسة، ونهب الكنائس وخربها

[1] الحروب الصليبية, العلاقات بين الشرق والغرب د. محمد مؤنس، ص 65.
[2] المصدر نفسه، ص 66.
[3] حضارة العرب نقلاً عن دور الفقهاء والعلماء المسلمين في الشرق الأدني.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 449
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست