responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 448
الحروب [1] يؤيده في دعواه الجهاز الكنسي في الغرب، وينسب إليه جميع المؤرخين اللاتين المعاصرين له، الدور الرئيسي في تحقيق هذه الفكرة [2].

سابعاً: شخصية البابا أوربان الثاني ومشروعه الشامل للغزو الصليبي:
ولد أوربان الثاني عام 427هـ/1035م في شاتيون سير مارن واسمه أودو، وقد درس على يدي القديس برنو الذي أسس نظام الكارسوسيين, وفي عام 461هـ/1068م أصبح راهباً في دير علوني بالقرب من ماكون، وقد التحق بخدمة البابا المتسلط المؤمن إيماناً راسخاً بتفوق البابوية على الإمبراطورية ونعني به جريحوري السابع وتم تعيينه كاردينالا أسقفاً لاوستياً في عام 473هـ/1080م، وخدم الكنيسة في ألمانيا خلال المرحلة من 477هـ/1084م، وقد ساند على نحو شرعي البابا جريجوري السابع في خلال صراعه مع الإمبراطور هنري الرابع، وقد ارتبط أوربان الثاني بسينودس (مجمع كنس) في ساكسوني الذي عقد عام (478هـ/1085م) , وعند وفاة البابا فيكتور الثالث في 16 سبتمبر 1087م في مونت كاسينو تمت السيطرة على روما عن طريق كايمنت الثالث، وتم انتخاب أوربان الثاني بعد تأخير طويل في تراكينا إلى الجنوب من روما بالقرب من جايثا وحمل اسم أوربان الثاني (481 - 493هـ/1088 - 1099م) [3]. ونلاحظ من خلال سيرة هذا الرجل أنه اتسم بالنشاط الوافر، وإحكام سيطرته على كل مناطق نفوذ الكنسية الأم، ولعل موقفه من إسبانيا يمثل لنا بعدًا مهمًا، فقد أيد ذلك البابا الحرب ضد المسلمين وعندما أمكن للإسبان إخضاع بعض المناطق التي كانت من قبل تحت سيادة أعدائهم سارع البابا بجعلها ضمن نفوذ كنيسة روما.
ولا شك أن أوربان الثاني في دعمه الحرب ضد المسلمين هناك كان يسير على خطى وهدى البابا ألكسندر الثاني، وهذا يؤكد لنا على حقيقة محورية وهي وجود استراتيجية عليا للبابوية في روما تتجه نحوها وتنفذها بحرص في القرن الحادي عشر الميلادي/ الخامس الهجري على نحو خاص بغض النظر عن تغير وتقلب البابوات، وأهم ملامح هذه الاستراتيجية هي توسيع نفوذ كنيسة روما، وتوحيد الكنائس، ومحاربة الإسلام أينما وجد باعتباره العدو اللدود الذي لا مناص من مواجهته ومحاولة الانتصار عليه بأي ثمن [4]، ومن الملاحظ أن من خلال الاستغاثات البيزنطية المتعددة، وانشغال من سبق أوربان الثاني بأمور متعددة، جاءت الفرصة السانحة لهذا البابا، وفي مجمع بياكنزا بإيطاليا في

[1] الحروب الصليبية، علية الجنزوري، ص 254.
[2] المصدر نفسه، ص 254، العرب والروم اللاتين (1/ 56).
[3] الحرب الصليبية .. العلاقات بين الشرق والغرب، محمد مؤنس، ص 63.
[4] المصدر نفسه ص 65.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 448
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست