اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 418
العلماء، بما اتصف به من ورع، وزهد، وكثرة مصنفات أتحف بها المكتبة الإسلامية، وأضحى بسببها علماً من أعلام الأمة الإسلامية [1]، وقد وضع الله لكتبه القبول، وبارك الله له في تصانيفه، ورزق فيها القبول التام، لحسن قصده، وصدق نيته، وتنافس العلماء في تحصيلها؛ قال فيه الذهبي: وكان البغوي يلقب بمحيى السنة وبركن الدين، وكان سيداً إماماً، عالماً، زاهد قانعاً باليسير، كان يأكل الخبز وحده، فعذل في ذلك، فصار يأتدم بزيت، وكان أبوه يعمل الفراءَ ويبيعها، بورك له في تصانيفه، ورُزِق فيها القبول التام، لحسن قصده، وصدق نيته، وتنافس العلماء في تحصيلها، وكان لا يلقي الدرس إلا على طهارة وكان مقتصداً في لباسه، له ثوب خام، وعمامة صغيرة على منهاج السَّلف حالاً وعقداً، وله القدم الراسخة في التفسير، والباع المديد في الفقه -رحمه الله (2)
-، ومن أشهر كتبه التي وضع الله لها القبول والانتشار وتنافس العلماء في تحصيلها وأثرت في عصره والأجيال التي بعدها:
(1) معالم التنزيل في التفسير: قال عنه ابن تيمية: صان تفسيره من الأحاديث الموضوعة والآراء البدعية [3]، وقد سار البغوي في منهجه للتفسير على اعتماده على الكتاب والسنة، فيفسر القرآن بالقرآن، والقرآن بالسنة، وبعده عن البدع، وقلة الإسرائيليات والموضوعات, وعنايته باللغة والنحو والقراءات، والجوانب النحوية والصرفية وذكره قضايا العقيدة والأحكام الفقهية [4]، واهتم بمباحث علوم القرآن في تفسيره، كالمكي والمدني، وأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ [5]، وقد أثنى العلماء عليه وذكروا بالتقدير والاستحسان تفسيره معالم التنزيل [6] , قال الذهبي: وله القدم الراسخة في التفسير [7]، وقال السبكي: وقدره عال في الدين والتفسير [8] ويقول السيوطي: وكان إماماً في التفسير وقد تلقى العلماء تفسيره بالقبول والإعجاب وكان نصيبه الرواج والانتشار، فاعتمدوا عليه واعتنوا به، وألفوا عليه التفاسير المفصلة والمختصرة [9]، وقال الإمام الخازن في مقدمة تفسيره عن تفسير البغوي: من أجلِّ المصنفات في علم التفسير، وأعلاها وأنبلها وأسناها, جامعاً للصحيح من الأقاويل، عارياً عن الشبه والتصحيف والتبديل, محلى بالأحاديث النبوية مطرزاً بالأحكام الشرعية، موشى بالقصص الغريبة وأخبار الماضين العجيبة، مرصعاً [1] جهود علماء السلف في القرن السادس الهجري في الرد على الصوفية، ص 568.
(2) سير أعلام النبلاء (19/ 441). [3] الفتاوى (13/ 354). [4] البغوي ومنهجه في التفسير، ص 74 إلى 122. [5] المصدر نفسه، ص 129 إلى 134. [6] المصدر نفسه، ص 144. [7] سير أعلام النبلاء (19/ 441). [8] طبقات الشافعية (7/ 76). [9] البغوي ومنهجه في التفسير، ص 145.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 418