responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 417
حياته ومن خلال مؤلفاته يدعو إلى محاربة الباطنية بكل الوسائل الممكنة, وقد اقترح على الخليفة فيما اقترحه تعيين قائم بالحق في كل قطر وصقع لمقاومة دعاة المبتدعة [1]. لقد كانت الباطنية تشكل خطراً عظيماً على الإسلام فهم حسب رأيه: عنصر مقلق للعقيدة من داخلها [2]، شأنهم شأن الفلاسفة شنّ عليهم الغزالي حملة عنيفة [3]، ولقد قام رحمه الله بجهود إصلاحية ضخمة في إحياء فقه القدوم على الله وتقوية الجانب الروحي، وتهذيب النفوس، وتنوير العقول، وإصلاح النوايا ومحاربة الأمراض القلبية وإحياء المعاني الإيمانية، وأخلاقيات التضحية والورع، والصبر، والإنابة والاستعانة بالله تعالى. ولقد ساهمت جهوده في توعية الأمة، وتلقف بعض المصلحين الكبار، كعبد القادر الجيلاني شيئًا من منهجه التربوي وأقام مدرسة شعبية كبيرة ساهمت في توعية عوام المسلمين، ودعم حركة الجهاد التي قادها نور الدين وصلاح الدين فيما بعد، فالمدارس النظامية، والتي من كبار مدرسيها الإمام الغزالي ساهمت في حركة الإصلاح التي تتابعت حلقاتها حتى انتهت بدحر الغزاة الصليبيين واسترجاع الأرض والمقدسات عبر قرنين من الزمن في صراع رهيب، يبين دور علماء أهل السنة في توعية الأمة ورص الصفوف, وكشف الانحراف، وتبيين الحقائق وبذل الغالي والرخيص حتى تكون كلمة الله هي العليا.

عاشراً: الإمام البغوي وجهوده في خدمة الكتاب والسنة في العهد السلجوقي:
يعتبر الإمام البغوي من العلماء الذين ساهموا في إحياء المشروع السني ومحاربة المبتدعة من خلال التدريس والتعليم والتأليف, وكانت لجهوده الأثر الكبير في تعلق الناس بكتاب الله وفهمه وتفسيره، وهدي سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , ولذلك رأيت الترجمة له لكونه من علماء العهد السلجوقي.
هو الإمام العلامة القدوة الحافظ، شيخ الإسلام، محيى السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد الفراء البغوي المفسر، صاحب التصانيف، كشرح السنة، ومعالم التنزيل، والمصابيح [4] وغيرها من التصانيف، توفي عام 516هـ, وقد عاصر الإمام البغوي من ملوك الدولة السلجوقية، طغرل بك، وألب أرسلان، وملكشاه، والسلطان محمود، وبركياروق، وملكشاه الثاني، وغياث الدين أبو شجاع محمد [5]، وحظي الإمام البغوي بثناء وتقدير

[1] الجهاد من الهجرة إلى الدعوة إلى الدولة، ص 81، 82.
[2] المصدر نفسه, ص 82.
[3] الاقتصاد في الاعتقاد، ص 8.
[4] سير أعلام النبلاء (19/ 439).
[5] البغوي ومنهجه في التفسير، عفاف عبد الغفور، ص 14، 15.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 417
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست