responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 391
- البعد عن قضايا المجتمع والاشتغال بقضايا هامشية لا طائل تحتها.
- التعصب المذهبي واختفاء الفضائل العلمية.
- تفتيت وحدة الأمة وظهور الجماعات والمذاهب.
- انتشار التدين السطحي والفئات التي مثلته، كفئة العلماء وفئة أصحاب العبادة والعمل والمغرورين، وفئة المتصوفة، وفئة أرباب المال، وقد فصل الإمام الغزالي في الحديث عن هذه الفئات في كتابه إحياء علوم الدين [1].
ب- انحراف الألفاظ عن مدلولاتها: وقد فطن الغزالي - لذكائه الباهر وتجربته العلمية - أن من أسباب الالتباس وانخداع الناس بالمظاهر، وبُعدهم عن الحقائق، هو أنه قد فشا في هذا العصر استعمال كلمات القرآن والحديث في غير محلها، وفي غير معناها الأصيل القديم، وصار يُفهم منها مالم يكن يفهم في العصر الأول، يعقد في كتاب «الإحياء» فصلاً خاصاً في بيان ما بُدِّلَ من ألفاظ العلوم ويقول في مُفتتحِه: اعلم أن منشأ التباس العلوم المذمومة بالعلوم الشرعية تحريف الأسامي المحمودة، وتبديلها ونقلها، بالأعراض الفاسدة إلى معان غير ما أراده السَّلف الصالح والقرن الأول وهي خمسة ألفاظ: الفقه، والعلم, والتوحيد، والتذكير, والحكمة، فهذه أسامٍ محمودة، والمتصفون بها أرباب المناصب في الدين ولكنها نُقلت الآن إلى معان مذمومة، فصارت القلوب تنصر عن مذمّة بمعانيها لشُيوع إطلاق هذه الأسامي عليهم [2]، ثم شرح الألفاظ المذكورة:
- فالفقه: كان يطلق في العصر الأول على علم طريق الآخرة ومعرفة دقائق آفات النفوس، ومفسدات الأعمال وقوة الإحاطة بحقارة الدنيا، وشدة التطلع إلى نعيم الآخرة، واستيلاء الخوف على القلب، فخُصِّص في هذا العصر بمعرفة الفروع الغريبة في الفتاوى، والوقوف على دقائق عِللها، واستكثار الكلام فيها، وحفظ المقالات المتعلقة بها.
- العلم: وكان لفظ العلم يُطلق على العلم بالله تعالى، وبآياته وبأفعاله في عباده وخلقه، وتصرف فيه أهل الزمان بالتخصيص، حتى شهروه في الأكثر بمن يشتغل بالمناظرة مع الخصوم في المسائل الفقهية وغيرها.
- التوحيد: وكان التوحيد عند الأولين، وهو أن يرى الإنسان الأمور كُلها من الله عز وجل رؤية تقطع التفاته عن الأسباب والوسائط، فلا يَرى الخير والشرَّ كله إلا منه جلّ جلاله, وقد جعل الآن عبارة عن صناعة الكلام، ومعرفة طريق المجادلة والإحاطة بطرق

[1] هكذا ظهر جيل صلاح الدين، ص 113 - 132 وقد أخذ الكثير من الأفكار من إحياء علوم الدين.
[2] الإحياء (1/ 28).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 391
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست