responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 366
الذي هو المراد باسم جبريل [1].
هـ- أما عن الإمامة, فقد اتفقوا على أن الإمام يساوي النبي في العصمة والاطّلاع على حقائق الحق في كل الأمور, إلا أنه لا ينزل إليه الوحي وإنما يتلقى ذلك من النبي خليفته وبإزاء منزلته [2].
و- وأما القيامة والمعاد فقد أنكروهما وأوّلوهما على أنهما مجرد رمز خروج الإمام وقيام قائم الزمان [3].
ز- وأما موقفهم من التكاليف الشرعية، فينبني على استباحة المحظورات واستحلالها وإنكار الشرائع [4]. إن هذه الصفات والمعتقدات تسوي الباطنية بالكفار إلا أن الكفَّار يهددون الإسلام من الخارج, في حين أن الباطنية يهددونه من الداخل، فهم عنصر مخرب من داخل العقيدة ذاتها بما أنهم ينتسبون إلى الإسلام ويستظلون برايته ويدعون أنهم حماته والمعبرون عنه بصدق، لذلك فإن طريقة التعامل معهم يجب أن تكون أشد وأقسى من تلك التي يعامل بها الكفار [5]، كان لكتابات الغزالي أثر قوي في مجال الرد على الباطنية، فقد استطاع بفكره القوي وبما نال من شهرة أن يكون ذا تأثير قوي في مقاومة الباطنية، وأن يناصر المذهب السني، فقد استطاع توظيف العلوم الشرعية، والعلوم العقلية, من الفلسفة والمنطق والكلام, في نسف جذور المذهب الباطني, وقال فيهم كلمته التي سارت مسير الأمثال: ظاهرهم الرفض وباطنهم الكفر المحض، فهم يتسترون بالتشيع وما هم من الشيعة في شيء, وإنما هو قناع يخفون وراءه كيدهم لأهل الإسلام [6]، ومما يذكر للغزالي: استمراره على نقد هذه الطائفة، وكشف اللثام عن تناقض أفكارها، وفضائح أعمالها، وسوء نواياها، برغم ما كان معلوماً في ذلك الوقت أن هذا النقد قد يكلفه حياته، وقد رأى بنفسه مصرع رجل الدولة الكبير، الوزير نظام الملك وفخر الملك ابن نظام الملك أيضاً، فلم يجد بدًا أمام ضغطه من الإذعان, وكان الباطنية يهددون كل من يرونه خطراً عليهم -من رجال الملك
أو رجال العلم - بالانتقام في صورة طعنة في خنجر، أو سم يدس في طعام أو غير ذلك
من الأساليب التي أتقنوها ونفذوها بكل دقة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على
شجاعة الغزالي في صدعه بالحق، ومواجهة الباطل، مهما تكن النتيجة ولن يصيبه

[1] فضائح الباطنية، ص 41
[2] المصدر نفسه، ص 42.
[3] المصدر نفسه، ص 42.
[4] المصدر نفسه، ص 44.
[5] الجهاد من الهجرة إلى الدعوة إلى الدولة، ص 149.
[6] الإمام الغزالي بين مادحيه وناقديه للقرضاوي، ص 60.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 366
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست