responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 352
مكانته في الدولة السلجوقية, وقد بالغ في وصفه في مقدمة الكتاب حيث قال: سيد الورى وموصل الدين والدنيا، وملاذ الأمم، مستخدم السيف والقلم, ومن ظَل ظل الملك بيمن مساعيه ممدوداً، ولواء النصر معقوداً, فكم باشر أوار الحرب, وأدار رحى الطعن والضرب [1]، الخ.
إن كتاب «غياث الأمم في التياث الظلم» كتاب شامل في مسائل الإمامة وما يتصل بها من أمور، وهي شمولية لا تتصف بها كتب السابقين وخصوصاً كتاب «الأحكام السلطانية» , كما أنه لا يقوم على الاجتهاد المحض كما هو الأمر لدى الماوردي، بل على الأدلة الشرعية التي تخص المسألة المطروحة للبحث [2]، والبنية الأساسية لموضوع الكتاب هي الرد على المخالفين لأهل السنة وعلى الأخص الفرق الإسلامية من الشيعة في موضوع الإمامة، ولذا أصبح مرجعاً في هذا الشأن، كما يعد كتاب غياث الأمم في التياث الظلم أوسع كتاب ظهر في الفكر السياسي الإسلامي في مسائل الإمامة إذا قارناه بالأحكام السلطانية للماوردي، والسياسة الشرعية لابن تيمية، وتحرير الأحكام لابن جماعة، إضافة إلى المنهج النقدي الذي اتبعه إمام الحرمين في دراسته، إذ لا يكتفي بعرض الموضوع من الناحية الشرعية فقط وآراء الفقهاء السابقين عليه حوله، بل يُمحص هذه الآراء ويفنّد الخاطئة منها، وهذا أمر قلّ حدوثه في المؤلفات الإسلامية في حقل السياسة [3]، وقد ناقش الإمام الجويني في كتابه غياث الأمم، نظرية الإمامة وما يدور حولها، كوجوب نصب الأئمة وقادة الأمة، والجهات التي تعين الإمامة وتوجب الزعامة، وصفات أهل الحل والعقد واعتبار العدد فيمن إليه العهد، وصفات الإمام القوام على أهل الإسلام، والطوارئ التي توجب الخلع والانخلاع، وإمامة المفضول، ونصب إمامين، وتفصيل ما إلى الأئمة والولاة [4]. وكتاب غياث الأمم والتياث الظلم يعطي صورة واضحة عن الفكر السياسي السني في ظل الذروة التي وصل إليها المذهب السني على يد السلاجقة واستقرار الأمن الفكري على يد الوزير نظام الملك [5].
إن شخصية الإمام الجويني -رحمه الله- تتميز بالاستقلالية، والإضافة, والأمانة - بالنسبة لكتابته - وهذه الأمور الثلاثة هي أكثر ما نحتاج إليه في البحوث الإسلامية المعاصرة, إنه لم يكن يرضى بتقليد والده مع أنه كان إماماً في عصره, وكان لا يستنكف أن يعزو الفائدة المستفادة إلى قائلها ويقول: إن هذه الفائدة مما استفدته من فلان، وأخيراً فإن هناك ثلاثة كتب تعد من أنفع

[1] غياث الأمم، ص 9، 10.
[2] دراسة في السياسة الشرعية عند فقهاء أهل السنة للبغدادي، ص 182.
[3] المصدر نفسه، ص 183.
[4] المصدر نفسه، ص 184.
[5] المصدر نفسه، ص 179.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 352
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست