اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 333
بالبصرة سنين، وعاشرته ببغداد إلى أن توفي -رحمه الله- فلم أجد أورعَ منه، وأغضَّ طرفاً، ولم أر شيخاً أكثر حياءً منه في أمور الدنيا، ولا أنشط منه في أمور الآخرة [1] ويحكي أبو الحسين السَّروي من عبادته في الليل واشتغاله، ما يدل على حرصه وقوته في العبادة [2]، قال ابن خلكان: وكان يأكل من غَلةِ ضيعة وقفها بلال بن أبي بردة بن أبي موسى على عَقبِه، وكانت نفقته في كل يوم سبعة عشر درهماً، هكذا قاله الخطيب [3].
رابعاً: عقيدة أبي الحسن الأشعري التي مات عليها:
قال أبو الحسن الأشعري: هذه حكاية جملة ما عليه أهل الحديث والسنة:
1 - الإقرار بالله وملائكته ورسله وأن محمداً عبده ورسوله.
2 - وأن الجنة حق وأن النار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور.
3 - وأن الله سبحانه وتعالى على عرشه كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5].
4 - وأن له يدين بلا كيف كما قال: {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [طه: 75].
5 - وأن له عينين بلا كيف كما قال: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر: 14].
6 - وأن له وجهاً كما قال: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ} [الرحمن: 27].
7 - وأن أسماء الله لا يقال إنها غير الله كما قالت المعتزلة والخوارج.
8 - وأقروا أن لله سبحانه علماً كما قال: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ} [النساء: 166] وقال:
{وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ} [فاطر: 11].
9 - وأثبتوا السمع والبصر ولم ينفوا ذلك عن الله كما نفته المعتزلة.
10 - وأثبتوا لله القوة كما قال: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً}
[فصلت: 15].
11 - وقالوا: إنه لا يكون في الأرض من خير ولا شر إلا ما شاء الله.
12 - وأن الأشياء تكون بمشيئة الله، كما قال عز وجل: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللهُ} [التكوير: 29]. وكما قال المسلمون: ما شاء الله كان وما لا يشاء لا يكون.
13 - وقالوا: إن أحداً لا يستطيع أن يفعل شيئاً قبل أن يفعله أو يفعل شيئاً علم الله أنه لا يفعله. [1] تبيين كذب المفتري، ص 141. [2] رجال الفكر والدعوة (1/ 151). [3] وفيات الأعيان (1/ 412).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 333