responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 332
الدعاة أن يركزوا على دراسة صور من الجاهليات القديمة، ولا أن يعيدوا دراسة المباحث الكلامية في مجالات النقد والردود على المخالفين بالمنهج نفسه الذي سار عليه المصلحون السابقون، وإنما لكل عصر دولة ورجال، والبراعة كل البراعة في دراسة الأوضاع المعاصرة دراسة دقيقة عميقة، ثم تسليط الأضواء عليها من خلال الكتاب والسنة، مع الاستفادة من اجتهادات أعلام الدعوة السابقين في دراستهم أوضاع مجتمعاتهم والقيام بالدعوة في تصحيح المفاهيم الخاطئة وتوجيه الأمة على هدى الإسلام الحنيف [1].
7 - بعض مؤلفات أبي الحسن الأشعري: لم يقتصر أبو الحسن الأشعري على المناظرة والمعارضة، بل خلَّف مكتبة كثيرة من مؤلفاته في الدفاع عن السنة، وشرح العقيدة الحسنة, وقد ألَّف تفسيراً للقرآن، أقل ما قيل في أجزائه إنه في ثلاثين مجلداً, وقد ذكر بعض المؤلفين أن مؤلفاته تبلغ ثلاثمائة مؤلف [2]، أكثرها في الرد على المعتزلة، وبعضها في الرد على مذاهب وفرق أخرى, ومنها كتاب «الفصول» الذي رد فيه على الفلاسفة والطبيعيين، والدهرية، والبراهمة، واليهود، والنصاري، والمجوس، وهو كتاب كبير يحتوي على اثني عشر كتاباً، وقد ذكر ابن خلكان من مؤلفاته كتاب «اللمع» و «إيضاح البرهان» «والتبيين عن أصول الدين» و «الشرح والتفصيل في الرد على أهل الإفك والتضليل». وله - عدا العلوم العقلية والكلام - مؤلفات في علوم الشريعة منها: «كتاب القياس» , و «كتاب الاجتهاد» , و «خبر الواحد» وكتاب في الرد على ابن الراونديَّ في إنكاره للتواتر، وقد ذكر في كتابه «العمد» مؤلفاته التي فرغ منها سنة 320هـ, يعنى قبل وفاته بأربع سنوات، وهي ثمانية وستون مؤلفاً، وكثير منها يقع في عشرة مجلدات أو أكثر، وقد ألَّف في آخر حياته كتباً كثيرة, ويدل كتابه «مقالات الإسلاميين» على أنه لم يكن متكلماً، فحسب، بل كان مؤرّخاً أميناً لعلم العقائد، وقد اعترف بدقته وأمانته وتحرَّيه للصدق في النقل المستشرقون [3]، وكتب الفرق والديانات تدلُّ على أمانته ودقته في النقل [4].
8 - اجتهاده في العبادة: لم يكن أبو الحسن الأشعري رجل علم وعقل وبحث ونظر فحسب، بل كان - مع وصوله إلى درجة الإمامة والاجتهاد في العلم والعقل - مجتهداً في العبادات متحلياً بالأخلاق الفاضلة، وذلك ما يمتاز به العلماء الأقدمون؛ فإن اشتغالهم بالعلم لم يكن مانعاً عن الاجتهاد في العبادات والحرص على الطاعات, وكانوا يجمعون بين الدراسة والإفادة والعبادة والزهادة. قال أحمد بن علي الفقيه: خدمت الإمام أبا الحسن

[1] الرسائل الشمولية، ص 70.
[2] تبيين كذب المفتري، ص 136.
[3] رجال الفكر والدعوة (1/ 150).
[4] رجال الفكر والدعوة (1/ 150).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 332
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست