responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 321
الطور الأول: تكاد تجمع كل المصادر التي ترجمت للأشعري على أنه عاش طوره الأول في ظل المعتزلة والاعتزال وأنه بقي فيه ملازماً شيخه وزوج أمه الجبائي حتى بلغ أربعين سنة من عمره [1].
الطور الثاني: بعد خروجه على المعتزلة، سلك طريق عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري [2]، وبدأ يرد على المعتزلة معتمداً على القوانين والقضايا التي قالها عبد الله بن كلاب [3]، يقول ابن تيمية رحمه الله: وكان أبو الحسن الأشعري لما رجع عن الاعتزال سلك طريق أبي محمد بن كلاب [4]، وهذا الطور يمثله كتاب اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع [5] وكان ابن كلاب يرد على المعتزلة والجهمية ومن تبعهم بطريقة يميل فيها إلى مذهب أهل السنة والحديث، ولكن لما كثر جداله معهم ورده عليهم ومناظرته لهم بالطرق القياسية، سلَّمَ لهم أصولاً هم واضعوها، فمن هنا دخلت البدعة في طريقته [6]، وكان ابن كلاب قد أحدث مذهباً جديداً، فيه ما يوافق السلف وفيه ما يوافق المعتزلة والجهمية [7]، وفي هذا يقول ابن تيمية رحمه الله: كان الناس قبل أبي محمد بن كلاب صنفين: فأهل السنة والجماعة يُثبتون ما يقوم بالله تعالى من الصفات والأفعال التي يشاؤها ويقدر عليها، والجهمية من المعتزلة وغيرهم تنكر هذا وهذا، فأثبت ابن كلاب قيام الصفات اللازمة به، ونفى أن يقوم به ما يتعلق بمشيئته وقدرته من الأفعال وغيرها [8]، ووافقه على ذلك أبو العباس القلانسي وأبو الحسن الأشعري [9]، وهذا الأصل الذي أحدثه ابن كلاب دفع الإمام أحمد بن حنبل وغيره من أئمة السلف إلى أن يحذروا منه ومن أتباعه الكلابية ([10]
وهذه الطريقة التي أحدثها ابن كلاب البصري لم يسبقه إليها غيره، ووافقه عليها الأشعري وردَّ من خلالها على الجهمية والمعتزلة [11].
الطور الثالث: مكث الأشعري زمناً على طريقة ابن كلاب يرد على المعتزلة وغيرهم من خلال ما اعتقده في هذه الطريقة ولكن الله تعالى مَنَّ عليه بالحق فنوَّر بصيرته وذلك

[1] شعبة العقيدة بين أبي الحسن والمنتسبين إليه، ص 39.
[2] سير أعلام النبلاء (11/ 174).
[3] شعبة العقيدة بين أبي الحسن والمنتسبين إليه، ص 42.
[4] الفتاوى (3/ 103) (5/ 556).
[5] شعبة العقيدة بين أبي الحسن الأشعري والمنتسبين إليه، ص 42.
[6] المصدر نفسه، ص 43.
[7] المصدر نفسه، ص 44.
[8] الفتاوى (13/ 131 - 154).
[9] موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول- على هامش منهاج السنة (2/ 4، 5).
[10] مجموع الفتاوى (12/ 368).
[11] شعبة العقيدة بين أبي الحسن الأشعري والمنتسبين إليه، ص 45.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 321
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست