اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 320
والعلوم والفنون [1]. قال الخطيب البغدادي: أبو الحسن الأشعري المتكلم، صاحب التصانيف في الرد على الملاحدة وغيرهم من المعتزلة والرافضة والجهمية والخوارج وسائر أصناف المبتدعة [2]. وقال الذهبي عنه: العلامة إمام المتكلمين أبو الحسن .. وكان عجباً في الذكاء وقوة الفهم، ولما برع في معرفة الاعتزال، كرهه وتبرأ منه، وصعد للناس، فتاب إلى الله تعالى منه، ثم أخذ يرد على المعتزلة ويهتك عوارهم. قال الفقيه أبو بكر الصيرفي: كانت المعتزلة قد رفعوا رءوسهم حتى نشأ الأشعري فحجزهم في أقماع السمسم. وعن ابن الباقلاني قال: أفضل أحوالي أن أفهم كلام الأشعري [3]، وذكر الذهبي عنه أيضاً: ولأبي الحسن ذكاء مفرط، وتبحر في العلم، ويقول: رأيت لأبي الحسن أربعة تواليف في الأصول يذكر فيها قواعد مذهب السلف في الصفات وقال فيها: تمر كما جاءت، ثم قال: وبذلك أقول وبه أدين، ولا تؤول (4)
وقال عنه القاضي عياض: وصنف لأهل السنة التصانيف، وأقام الحجج على إثبات السنة وما نفاه أهل البدع من صفات الله تعالى ورؤيته وقدم كلامه وقدرته، وأمور السمع الواردة من الصراط، والميزان، والشفاعة، والحوض وفتنة القبر التي نفتها المعتزلة، وغير ذلك من مذاهب أهل السنة والحديث، فأقام الحجج الواضحة عليها من الكتاب والسنة والدلائل الواضحة العقلية، ودفع شبه المبتدعة ومن بعدهم من الملحدة والرافضة، وصنف في ذلك التصانيف المبسوطة التي نفع الله بها الأمة [5]، وأما ابن عساكر فقد أفرد كتاباً في الدفاع عنه، ومدحه كثيراً، وجعله من المجددين، وذكر الروايات الواردة في مدح قومه وأسرته [6] وكذلك السبكي في طبقات الشافعية، وكان مما قال فيه: شيخنا وقدوتنا إلى الله تعالى الشيخ أبو الحسن الأشعري البصري شيخ طريقة أهل السنة والجماعة، وإمام المتكلمين، وناصر سنة سيد المرسلين والذاب عن الدين، والساعي في حفظ عقائد المسلمين، سعياً يبقى أثره إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين، إمام حبر، وتقي برّ، حمى جناب الشرع من الحديث المفترى، وقام في نصرة الإسلام فنصرها نصراً مؤزراً [7]. وغيرهم من العلماء الذين مدحوه وأثنوا على ما قام به من نصر السنة والرد على المبتدعة من
المعتزلة وغيرهم [8].
ثانياً: المراحل التي مر بها:
مر أبو الحسن الأشعري بأطوار ثلاثة في حياته الاعتقادية: [1] شعبة العقيدة بين أبي الحسن الأشعري والمنتسبين إليه، ص 22. [2] تاريخ بغداد (11/ 347). [3] سير أعلام النبلاء (15/ 86).
(4) سير أعلام النبلاء (15/ 86). [5] ترتيب المدارك (5/ 24). [6] موقف ابن تيمية من الأشاعرة (1/ 339). [7] طبقات السبكي (3/ 347). [8] موقف ابن تيمية من الأشاعرة (1/ 340).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 320