responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 312
إن الإمام الشافعي يؤمن بجميع ما وصف الله سبحانه وتعالى به نفسه أو وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - على مذهب السلف وأنه كان يمر بآيات الصفات كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف [1]. قال الربيع بن سليمان: سألت الشافعي رحمه الله عن صفات الله تعالى فقال: حرام على العقول أن تمثل الله تعالى وعلى الأوهام أن تحده وعلى الظنون أن تقطع وعلى النفوس أن تفكر وعلى الضمائر أن تعمق وعلى الخواطر أن تحيط وعلى العقول أن تعقل إلا ما وصف به نفسه أو على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام [2] قال رحمه الله: آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله [3].

سابعاً: عقيدته في الصحابة:
قال الشافعي رحمه الله: وقد أثنى الله تبارك وتعالى على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القرآن والتوراة والإنجيل - يشير إلى قوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 29] وسبق لهم على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الفضل ما ليس لأحد بعدهم، فرحمهم الله وهنّاهم بما آتاهم من ذلك أعلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين, هم أدوا إلينا سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشاهدوه والوحي ينزل عليه فعملوا ما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاماً وخاصاً وعزماً وإرشاداً, وعرفوا من سنته ما عرفنا وجهلنا, وهم فوقنا في كل علم واجتهاد وورع وعقل وأمر استدرك به علم واستنبط به, وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من آرائنا عندنا لأنفسنا, ومن أدركنا ممن نرضى أو حكي لنا عنه ببلدنا, وما صاروا فيما لم يعلموا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه سنة إلى قولهم أن اجتمعوا وقول بعضهم أن تفرقوا فهكذا نقول ولم تخرج من أقاويلهم وإن قال واحد منهم ولا يخالفه أحد غيره أخذنا بقوله [4]، وفي هذا النص تعظيم عظيم للصحابة ومعرفته لحقهم ولعلو منزلتهم في الإسلام وهو ما يعتقده كل أهل السنة والجماعة [5].
وقال رحمه الله: ما أرى أن الناس ابتلوا بشتم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا ليزيدهم الله -أي الصحابة- بذلك ثوابا عند انقطاع عملهم, وفي رواية الربيع بمعناه وقال:

[1] منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 387.
[2] مجموع الفتاوى نقلاً عن منهج الإمام الشافعي، ص 388.
[3] مجموع الفتاوى نقلاً عن منهج الإمام الشافعي، ص 388.
[4] مناقب الشافعي (1/ 442، 443).
[5] منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 446.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 312
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست