responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 307
[3] - حكم مرتكب الكبيرة: يرى الإمام الشافعي أن مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإسلام بذنبه وأنه إن تاب تاب الله عليه وإن أقيم عليه, الحد فهو كفارة له, وإن
مات مصراً على ذنبه فهو إلى الله إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه, إلا أنه لا يخلد في النار [1] والله أعلم.

رابعاً: توحيد الألوهية:
يرى الإمام الشافعي أن توحيد الألوهية هو إفراد الله بالعبادة وهو حقيقة التوحيد فمن أتى به فقد أدى حق الله تبارك وتعالى عليه لأنه متضمن للإقرار بربوبية الله على خلقه وللإيمان بأسمائه وصفاته, ويرى أن هذا النوع هو الذي قاتل النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس من أجله ولولا أنه حقيقة دين الإسلام لما قاتل النبي - صلى الله عليه وسلم - , وهم يقرون بربوبية الله سبحانه وتعالى على خلقه [2] ولهذا لما جاء رجل إلى المزني -وهو من كبار تلاميذ الإمام الشافعي- وسأله عن شيء من الكلام قال له: إني أكره هذا بل أنهى عنه كما نهى عنه الإمام الشافعي, لقد سمعت الشافعي يقول: سئل مالك عن الكلام والتوحيد فقال: محال أن نظن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه علم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد [3]. والتوحيد ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله» [4]، فما عصم به الدم والمال حقيقة التوحيد [5].
1 - الحكمة من خلق الجن والإنس: قال الشافعي: قال الله تبارك وتعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] قال الشافعي: خلق الله الخلق لعبادته [6] وقال في موضع آخر: وأنزل الله عز وجل فيما يثبّته به إذا ضاق من أذاهم - المشركين - {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ - فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ} ففرض عليه إبلاغهم وعبادته .. وأبان ذلك في غير آية من كتابه ولم يأمره بعزلتهم [7]، وأنزل عليه: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ - لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} [الكافرون: [1]،[2]]. فيتبين من كلام الشافعي أن الحكمة من خلق الجن والإنس وإرسال الرسل إفراد الله سبحانه بالعبادة [8] وقال في تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى} [القيامة: 36] قال: لم يختلف أهل العلم بالقرآن فيما علمت أن السدى الذي لا يؤمر ولا ينهى [9].

[1] منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 205.
[2] المصدر نفسه، ص 241. .
[3] المصدر نفسه، ص 242.
[4] مسلم 21، 22.
[5] سير أعلام النبلاء (10/ 26).
[6] منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 243.
[7] الأم (4/ 159،160).
[8] منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 243.
[9] الرسالة، ص 25.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 307
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست