responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 301
12 - وفاته: مكث الشافعي آخر عمره مشتغلاً بنشر العلم والتصنيف في مصر حتى أضر ذلك بجسده، فأصيب بالبواسير التي كانت تسبب له خروج الدم ولكن حبه للعلم جعله يؤثر طلبه ونشره والتصنيف فيه على نفسه, واستمر هكذا حتى وافته منية ألموت في آخر شهر رجب سنة 204هـ رحمه الله رحمةً واسعة [1]. وقال المزني: دخلت على الشافعي -رحمه الله- في مرضه الذي مات فيه فقلت له: كيف أصبحت يا أستاذ؟ فقال: أصبحت من الدنيا راحلاً، ولإخواني مفارقاً, ولكأس المنية شارباً، وعلى الله وارداً، ولسوء عملي ملاقياً ما أدري أروحي إلى الجنة فأهنيها, أم إلى النار فأعزيها؟ ثم رمى بطرفه إلى السماء واستعبر وأنشد:
إليك إله الخلق أرفع رغبتي ... وإن كنت ياذا المن والجود مجرما
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ... جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته ... بعفوك ربي كان عفوك أعظما
وما زلتَ ذا عفو عن الذنب لم تزل ... تجود وتعفو منه وتكرما
فلولاك لم يصمد لإبليس عابد ... فكيف وقد أغوى صفيك آدما
فإن تعف عني تعف عن متمرد ... ظلوم غشوم ما يزايل مأثما
وإن تنتقم مني فلست بآيس ... ولو أدخلت نفسي بجرمي جهنما
فجرمي عظيم من قديم وحادث ... وعفوك يا ذا العفو أعلى وأجسما (2)

ثانياً: أصول الشافعي في إثبات العقيدة:
سار الإمام الشافعي على منهج أهل السنة في إثبات العقيدة, ومن أهم أصول الشافعي في هذا المجال:
الأصل الأول: الالتزام بالكتاب والسنة وتقديمهما على العقل: والأخذ بظاهر الكتاب والسنة أول أصل من أصول أهل السنة والجماعة وذلك لأنهما المصدران الوحيدان لتلقي العقيدة الإسلامية ولا يجوز للمسلم أن يستبدل بهما غيرهما فما أثبتاه وجب أن يثبته المسلم وما نفياه وجب على المسلم نفيه, ولا هدى ولا صلاح إلا بالتمسك بهما [3]. قال تعالى:

[1] المناقب للبيهقي (2/ 291) , منهج الإمام الشافعي، ص 39.
(2) ديوان الشافعي، ص 78، آداب الشافعي ومناقبه، ص 77.
[3] منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 80.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 301
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست