اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 291
كان يطلق عليه لفظ الصدر، والظاهر أن الصدر هو إمام العصر في الفقه أو الحديث أو التفسير، أو في أي علم من العلوم، أو هو من أكبر الأئمة في عصره، وأكثرهم تمكناً من مادته العلمية، وعلى يديه يتخرج الكثير من نوابغ المدرسين، وإليه يذهب الملوك والأمراء والوزراء والفضلاء لسماعه والإفادة منه، وليس من الضروري أن يكون في كل مدرسة صدر, فأولئك قلة، ومن حسن حظ المدرسة وكمال شهرتها أن يتصدر للتدريس بها أحدهم [1].
4 - مراتب المتعلمين: لعل أولى درجات الدارس أن يطلق عليه اسم تلميذ أو طالب ثمّ بعد أن يصل إلى المرحلة العالية في المعرفة يقال له: مثقف ثم فقيه؛ فإذا أكمل دراسة منهجه وبقي ملازماً لأستاذه ليستكمل علومه يسمى بالصاحب، وقد يعتمد عليه أستاذه فيعينه معيداً لدروسه، وناسخاً لمؤلفاته تحت إشرافه [2].
5 - الكتاب المدرسي: كان التأليف من الاعتبارات التي تراعي عند اختيار أساتذة النظامية، وكانت الدرجات العلمية التي تمنح لهم أو يعينون بها أو ينتقلون بموجبها إنما تعتمد على هذا الأساس في الغالب، وكان الكتاب المدرسي الذي يضم مجموعة محاضرات الأستاذ سرعان ما ينتشر فما إن يمله على طلبته ويسمعوا عنه حتى يستنسخوه ويتبادلوا النسخ المصحّحة أو المجازة من قبل مؤلفها، ولا تمر فترة قصيرة حتى يتدارسه المعنيون بموضوعه، وقد يطلق على مجموعة تقريرات الأستاذ في الفقه اسم التعليقة، فيحفظها الطلبة ويتناقلونها، ومن هذه التعليقات ما يبلغ بضعة مجلدات، وكلما كانت التعليقة أكثر أصالة كانت أكثر انتشاراً وتدارساً من قبل المعنيين وكان من عادات الأساتذة إذا ختموا كتاباً احتفلوا لذلك، ومما يروى بهذا الشأن أن الإمام الجويني عندما أتمّ تصنيف كتابه - نهاية المطلب في دراسة المذهب - وكان قد درسه للخواص من تلاميذه, عقد مجلساً حضره الأئمة الكبار، وختم الكتاب على رسم الإملاء والاستملاء، ودعا له الجماعة [3].
6 - القبول والتخرج: ليست هناك سن محددة للقبول في هذه المدارس فقد يدخلها الطالب وهو ابن الثلاثين أو أكثر إلا أنه لا يقل عن العشرين في العادة حيث قضاها في التعليم بين المسجد والكتاتيب، فإذا انتمى لإحدى النظاميات وانتظم في سلك طلبتها وتلقى دروسها، فليست هناك سنّ معينة تمنع من سماعها فقد يحضرها وهو في سنّ الثمانين، وليس [1] الإدارة التربوية في المدارس في العصر العباسي، ص 135. [2] نظام الملك، ص 358. [3] المصدر نفسه، ص 359.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 291