اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 248
مميزات الجيش التركي أن أفراده كانوا يهبون أنفسهم دائماً لواجبهم العسكري، وكانوا يتخذون من العسكرية مهنة دائمة فكان أفراد الجيش يمضون أوقاتهم في التدريب العسكري وإجراء المناورات، ولهذا السبب كانوا يفتخرون بمهارتهم العسكرية بين المحاربين وانعكست حياة الجد على الألعاب التي يمارسونها في أوقات اللهو عندهم - أيضاً - فكانوا يقضونها في التدرب على بعض الأسلحة كاللعب بالسيف والترس والرماية وسباق الخيل إلى جانب الألعاب المختلفة الأخرى [1]، ويفهم من التدرج الذي ذكره الوزير السلجوقي نظام الملك في خدمة الغلمان وطول فترة إعدادهم إلى أن يبلغوا سن الخامسة والثلاثين أو الأربعين من العمر فيولون منصباً قيادياً متقدماً [2] أن التدريب العسكري عند السلاجقة يعتمد على جانبين مهمين هما: الدقة في التدريب المتمثَّل في تتبع أحوال الغلام بدقة متناهية, والثاني: إكسابه الخبرة العسكرية اللازمة والتي تتأتي من طول فترة ممارسته للأعمال العسكرية وتدريبه عليها حتى يصل إلى منصب قيادي متقدم مثل منصب الحجابة ([3])،
رغبة في تدريبهم تدريجياً وإكسابهم الخبرة اللازمة بالتدرج ريثما يصبحون مؤهلين للوظائف العسكرية الأعلى، كما يذكر أن مهام الوزير: أن يدرب الرجال الشجعان بآلات الحرب [4].
سابعاً: حجم الجيش السلجوقي:
يذكر ابن الأزرق أن كثرة الجيش من الأمور الظاهرة المسببة للنصر [5]، وتبرز المصادر التاريخية عظم الجيش السلجوقي وكثرة جنده، ويصف البيهقي - وهو شاهد عيان الحروب السلجوقية الغزنوية - السلاجقة بقوله: ومعهم جيش كبير العدد [6]، وذكر الراوندي أنهم: كانوا جنوداً موفقين وأناساً كثيرين، تعدادهم كبير ومالهم وفير [7]، وعندما سار السلطان طغرل بك إلى العراق كان: معه جند اهتزت الأرض لوطأتهم، واضطربت الجبال من كثرتهم [8]، وذكر العطيمي أنه عندما دخل طغرل بك بغداد امتد جيشه من دار الخلافة إلى النهروان مسافة أربعة فراسخ [9]، وعندما وضع السلطان ألب أرسلان لجيشه جسراً على نهر جيحون، أقام العسكر يعبر عليه شهراً [10]، وفي مجال تحديد تعداد الجيش السلجوقي. [1] دولة السلاجقة، عبد المنعم حسنين, ص 167. [2] سياست نامه، ص 144، 145. [3] تاريخ البيهقي، ص 683، النظم الحربية، ص 182. [4] التبر المسبوك، ص 279، النظم الحربية عند السلاجقة، ص 182. [5] النظم الحربية عند السلاجقة، ص 183. [6] تاريخ البيهقي، ص 66، النظم الحربية، ص 183. [7] راحة الصدور، ص 145. [8] المصدر نفسه، ص 175. [9] وفيات الأعيان (5/ 69، 70). [10] وفيات الأعيان (5/ 69، 70).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 248