responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 229
والقواد وهو إجراء مشهور عند العباسيين من قبل وما زالت له نظائر في
الأنظمة الحديثة [1]. ومن المعروف أن كبار القادة كانوا يمنحون إقطاعات بدلاً من الرواتب بصفة عامة [2].
2 - عوامل التوسع في الإقطاع العسكري: يرى بعض المؤرخين أن الوزير السلجوقي نظام الملك في تطبيقه لنظام الإقطاع أراد توطين القبائل المختلفة العناصر التي تكون منها الجيش السلجوقي حتى تستقر وترتبط بالأرض المقطعة [3]، ويمكن تلخيص عوامل التوسع في الإقطاع العسكري فيما يلي:
- صعوبة تحصيل الأموال من ولايات الدولة.
- كثرة الأعباء المالية على خزانة الدولة والرغبة في تخفيفها.
- اتساع الدولة وصعوبة السيطرة عليها.
- الرغبة في عمارة الأرض والمحافظة عليها.
- توطين قبائل الجيش السلجوقي واستقرارها [4].
وعندما قام الحكام والموظفون بنهب الأموال من الفلاحين اضطر هؤلاء إلى ترك أراضيهم، ذلك أن المسئولين كانوا يجمعون الضرائب قبل حصاد المحصول وليس بعده، كما هو معروف، بالإضافة إلى المعاملة السيئة التي يتعرض لها الفلاحون من قبل الإقطاعيين وممثليهم وإخضاعهم للسخرة مما اضطر نظام الملك وزير السلطان ملكشاه أن يسعى إلى إيجاد تحديد دقيق لحقوق وواجبات أصحاب الإقطاع [5]، ويبدو أن الأمر في الاستفادة من نظام الإقطاع من عدمها يتعلق بمدى المتابعة الدقيقة له من قبل المسئولين عنه، لأن استعراض القواعد التي حددها الوزير السلجوقي نظام الملك للإقطاع في مختلف الجوانب يدل على مدى كفاءتها في تحقيق الاستفادة من هذا النظام، وهو ما حدث بالفعل في بداية تطبيق السلاجقة لنظام الإقطاع بفضل المتابعة له، ثم بدأت عوامل الفساد تدخل فيه، فبرزت سلبياته بشكل واضح حتى أصبح عبئاً على الدولة وسبباً في تفكك أجزائها [6].
3 - موقف العلماء من الإقطاع: أثار الخوف المتزايد على الأرض اهتمام العديد من العلماء، فعبر الغزالي عن عدم رضاه عن الفوضى في الريف، لأنه لا يمكن أن يكون تقدم دون أن يكون هناك عدل، وأن الدولة لن تزدهر في ظل الظلم والطغيان، وسيضطر الفلاحون لترك أراضيهم معطياً أمثلة عدة للازدهار الذي وجد في العصر الساساني في ظل

[1] النظم الحربية عند السلاجقة، ص 85.
[2] راحة الصدور، ص 501، النظم الحربية، ص 85.
[3] تاريخ العراق في العصر السلجوقي، حسين أمين، ص 210.
[4] النظم الحربية عند السلاجقة، ص 89.
[5] المصدر نفسه، ص 90.
[6] المصدر نفسه، ص 91.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 229
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست