responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 186
ثالثاً: ألقاب الوزير العباسي:
استمر خلفاء بني العباس في العهد السلجوقي في تلقيب وزرائهم كسابق عهدهم في عهد بني بويه، غير أنه كانت هناك فروق واضحة بين العهدين البويهي والسلجوقي بالنسبة للألقاب وتتمثل فيما يلي:
1 - كان للألقاب في العهد السلجوقي احترامها، فهي مصونة، ولاتمنح إلا لمن يستحقها [1] فعلاً من كبار رجال الدولة، وفي مقدمتهم الوزراء، وكان الخلفاء والسلاطين لا يسرفون في بذل الألقاب.
2 - يرجع تعدد الألقاب في العهد السلجوقي إلى عاملين، أولهما: أن بعض الوزراء كان يحمل لقباً قبل أن يلي الوزارة، فلما ولي هذا المنصب لقبه الخليفة لقباً ثانياً كالمتبع في تقليد الوزراء إذ ذاك. أما العامل الثاني في تعدد الألقاب، فيرجع إلى حرص الخلفاء والسلاطين على منح الوزراء الذين يبذلون جهداً كبيراً في خدمة الدولة ألقاباً تقديرًا لكفايتهم، وقد ظهر تعدد ألقاب وزراء الخلافة العباسية بشكل واضح في نزاع الخلافة مع السلطنة السلجوقية للتخلص من نفوذها.
3 - تجلت في الألقاب ظاهرة الإضافة إلى الدين بالنسبة لوزراء الخلفاء العباسيين، كظهير الدين، وجلال الدين، وعون الدين، أما بالنسبة لوزارة سلاطين السلاجقة فكان يضاف إلى ألقابهم الملك، مثل نظام الملك وعميد الملك وفخر الملك وتاج الملك, ويذكر السيوطي أن أول تلقيب أضيف إلى الدين كان سنة 476هـ، عندما استوزر الخليفة العباسي المقتدي بأمر الله أبا شجاع محمد بن الحسين الروذراوري ولقَّبه «ظهير الدين» [2]، وقد تجلت ظاهرة تعدد ألقاب وزراء الخلفاء العباسيين بشكل واضح أثناء فترة نزاع الخلافة العباسية مع السلطنة السلجوقية، أما قبل ذلك فلم يتلقب بأكثر من لقب سوى الوزير محمد بن محمد بن جهير، وكان يتلقب بعميد الدولة، شرف الدين [3]، وقيل بل كان يتلقب بلقب واحد، هو عميد الدولة [4]، ولما ولي الخليفة المسترشد بالله الخلافة أخذ يمنح الألقاب لوزرائه، ويبدو أن الخليفة قصد من ذلك دفعهم لبذل جهد أكبر في تنفيذ سياسة الخلافة التي انطوت على التخلص من نفوذ سلاطين السلاجقة واستعادة هيبة الخلافة وسلطتها [5]، ولما استوزر المسترشد بالله أبا علي الحسن بن علي بن صدقة، منحه عدة ألقاب هي: جلال الدين سيد الوزراء،

[1] الروضتين في أخبار الدولتين (1/ 24).
[2] تاريخ الخلفاء نقلاً عن نظام الوزارة في الدولة العباسية، ص 132.
[3] حسن المحاضرة (2/ 198) نظام الوزارة، ص 133.
[4] المصدر نفسه، ص 134.
[5] نظام الوزارة في الدولة العباسية، ص 133.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست