اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 187
صدر الشرق والغرب، صفي أمير المؤمنين [1]، وقيل: صدر الوزراء، صفي أمير المؤمنين [2].
هذا فضلاً عن لقبه السابق عميد الدولة [3]، وفي سنة 544هـ استدعى الخليفة المقتفي لأمر الله يحيى بن هبيرة إلى دار الخلافة وقلده منصب الوزارة وقد أثبت هذا الوزير كفاءته ومقدرته الإدارية العالية حتى نال ثقة الخليفة، كما كانت له اليد القوية في إنهاء النفوذ السلجوقي في بغداد، لذا لقبه الخليفة بالألقاب الرنانة منها: عون الدين، جلال الإسلام، صفي الإمام، شرف الأنام، معز الدولة، مجير المّلة، عماد الأمة، مصطفى الخلافة، تاج الملوك والسلاطين، صدر الشرق والغرب، سيد الوزراء [4]. إلا أن الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة رفض مناداته بلقب سيد الوزراء وقال: لا تقولوا في ألقابي سيد الوزراء، فإن الله تعالى سمي هارون وزيراً [5].
رابعاً: ألقاب الوزير السلجوقي:
وأما بالنسبة للسلطان السلجوقي فقد سار على المنوال نفسه الذي سار عليه خلفاء بني العباس في تلقيب وزرائهم بالألقاب الرنانة، فقد أخذ سلاطين السلاجقة يلقبون الوزراء ممن تتوافر فيهم صفة الكفاءة الإدارية الناجحة وما يقدمه الوزير من أعمال جليلة للسلطان بحيث يكسب ود ورضا السلطان عنه، ففي سنة 455هـ، خلع السلطان طغرل بك أبو شجاع محمد بن ميكائيل بن سلجوق على وزيره عميد الملك أبي نصر محمد بن منصور الكندري وزاده في ألقابه جزاء على توصله لرضا السلطان عنه [6]. وخلال هذا العصر استفحلت ظاهرة تعدد الألقاب [7] ويعتبر الوزير السلجوقي نظام الملك الطوسي أول وزير تلقب بأكثر من لقب في العهد السلجوقي، ويرجع هذا بلا شك إلى إخلاص نظام الملك في عمله، ومكافأة له على جهوده التي بذلها في إدارة الدولة السلجوقية، إذ كان اليد الموجهة لها في عهد السلطانين ألب أرسلان وابنه ملكشاه، كان لقب هذا الوزير في عهد السلطان ألب أرسلان هو: نظام الملك خواجه بزرك [8]، ثم زاد الخليفة القائم بأمر الله في تكريم نظام الملك فلقبه بقوام الدين والدولة، رضي أمير المؤمنين [9]. ولما ولي ملكشاه السلطنة زاد في ألقاب نظام الملك لقب: «أتابك الجيوش» [10] , ويأتي الوزير السلجوقي أحمد بن نظام الملك في المرتبة الثانية بعد والده نظام الملك في التلقب بأكثر من لقب، فكان يلقب قبل إسناد الوزارة إليه «ضياء الملك» [11]. فلما استوزره السلطان محمد بن [1] نظام الوزارة في الدولة العباسية، ص 134. [2] الأنباء في تاريخ الخلفاء، ص 210. [3] الأنباء في تاريخ الخلفاء، ص 210. [4] شذرات الذهب في أخبار من ذهب (6/ 321). [5] شذرات الذهب في أخبار من ذهب (6/ 321). [6] المنتظم (8/ 230)، الوزراة العباسية، ص 62. [7] الوزارة العباسية، ص 62. [8] المنتظم (8/ 435) , ذيل تاريخ دمشق، ص 121. [9] البداية والنهاية نقلاً عن نظام الوزارة، ص 132. [10] البداية والنهاية نقلاً عن نظام الوزارة، ص 132. [11] دولة آل سلجوق، ص 88، نظام الوزارة في العهد العباسي، ص 132.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 187